فنّد مزاعم الكيان الصهيوني.. المكتب الإعلامي في غزة:
المساعدات التي دخلت لا تمثل1% من احتياجات السكان

- 242

❊ الاحتلال ينتهج سياسة "هندسة التجويع" بالتحكّم المتعمّد في تدفق الغذاء وتوزيعه
❊ غوتيريش يندّد بتواصل الحرب الصهيونية على غزة
فنّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، مزاعم الكيان الصهيوني بسماحه بإدخال مساعدات إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أن ما دخل فعليا في الواقع أقل من 1% من احتياجات السكان.
ذكر المكتب الإعلامي في بيان أن "الاحتلال يروّج في الأيام الماضية لرواية مضلّلة تزعم سماحه بإدخال مساعدات، بينما الواقع يظهر أن ما دخل فعليا أقل من 1% من الاحتياجات الأساسية للسكان"، مضيفا أن المساعدات تضمّنت "كميات محدودة من الأدوية والدقيق وصلت إلى عدد محدود من المخابز، في وقت يستمر فيه الاحتلال في تعطيل تشغيل أكثر من 90% من مخابز القطاع".
وتابع البيان أن الاحتلال الصهيوني ينتهج سياسة "هندسة التجويع" عبر التحكّم المتعمّد في تدفق الغذاء وتوزيعه، ما يزيد من تعقيد الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني مدني في غزة، مشيرا إلى فرض قيود مشدّدة على حركة "الشاحنات القليلة" التي سمح بدخولها خلال الأيام القليلة الماضية، وإجبارها على سلوك مسارات وطرق خطرة تخضع لرقابة الطائرات المسيّرة التابعة له.
وأوضح أن ذلك يسهل تعرّض الشاحنات لعمليات سطو من قبل مجموعات مسلحة ينشط بعضها بتغاض واضح من الاحتلال، لافتا إلى أن الكيان الصهيوني "يمنع في الوقت ذاته حماية هذه الشاحنات من خلال استهداف الفرق العاملة على تأمينها". ودخل في الأيام الماضية قرابة 288 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، لأول مرة منذ إغلاق الكيان الصهيوني المعابر المؤدّية للقطاع في الثاني من مارس الماضي.
وتضمّنت الشاحنات التي تعرّض بعضها للسرقة، دقيق ومكمّلات غذائية وأدوية مخصّصة لصالح عدد من المؤسّسات الدولية والأهلية، تم إدخالها إلى مدينتي دير البلح وخان يونس وسط وجنوب القطاع. وكانت منظمات إنسانية قد حذّرت في وقت سابق من أن استمرار إغلاق المعابر يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وارتفاع معدّلات الجوع وتفشي الأمراض في القطاع.
يذكر أن الكيان الصهيوني أغلق منذ 2 مارس الماضي كافة المعابر في غزة وأوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ما أدى إلى نفاد المواد الغذائية والطبية وخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة. يشار أيضا إلى أن الكيان الصهيوني استأنف في 18 مارس عدوانه على قطاع غزة بعد توقّف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 جانفي الماضي، وسط خرق الاحتلال لبنوده.
من جانبه ندّد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بتواصل الحرب الصهيونية على قطاع غزة، مؤكدا أن الفلسطينيين في القطاع يواجهون "أكثر الفترات وحشية". وقال غوتيريش، في بيان، إنّ "الفلسطينيين في غزة يعانون في هذه الفترة الأكثر وحشية في هذا النزاع القاسي مع تكثيف الهجوم العسكري الصهيوني"، مندّدا بتصاعد الهجوم إلى مستويات مروعة من الموت والتدمير.
وأشار إلى أنه من بين نحو 400 شاحنة سمح لها بالدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، لم يتم جمع إمدادات سوى من 115 شاحنة فقط، معتبرا أن جميع المساعدات التي سمح بدخولها حتى الآن لا تمثل سوى القليل في وقت يتطلب الوضع تدفقا هائلا من المساعدات.ولفت إلى أن الجهود تبذل في ظل تصاعد الهجوم العسكري الصهيوني الذي ترافقه مستويات مروعة من القتل والدمار في غزة، داعيا إلى ضرورة العمل على وقف الحرب بشكل فوري.
وبدوره، أشار برنامج الأغذية العالمي، في بيان، إلى "تفاقم انعدام الأمن في ظل عدم إدخال مزيد من المساعدات الغذائية لأهالي القطاع "، معتبرا عدد الشاحنات الإغاثية التي سمح الاحتلال بدخولها لغزة قليل ولا يفي بالحاجيات الهائلة للسكان. وفي سياق متصل، ذكر فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في منشور على منصّة تواصل اجتماعي، أن الأمم المتحدة أدخلت ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع حتى مارس الماضي، وبين أن الشاحنات التي سمح لها الآن بدخول القطاع لن تفي ولو بجزء قليل من حاجيات شعب تمّ تجويعه لأكثر من 11 أسبوعا، ما يجعل من ضرورة ضمان تدفق مستمر للمساعدات الإنسانية الحلّ الوحيد لمنع مزيد تدهور الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.
جدير بالذكر أن الاحتلال الصهيوني منع منذ استئناف عدوانه على غزة في 18 مارس الماضي دخول أي مساعدات إنسانية أو طبية للقطاع، وشنّ حرب إبادة ضد السكان.
تنديدا باستمرار العدوان الصهيوني على غزة
مظاهرات حاشدة عبر العالم
شهدت عديد المدن والعواصم العالمية، أمس السبت، مظاهرات حاشدة تنديدا باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية.
أوضحت (وفا) أن الآلاف شاركوا في تظاهرات نظمت في العاصمة السويدية ستوكهولم، والعاصمة الهولندية أمستردام، ومدينة فولسبورغ الألمانية والعاصمة برلين، وأودنسه الدنماركية والعاصمة كوبنهاغن، للمطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية فورا إلى قطاع غزة.
ورفع المشاركون في التظاهرات الأعلام الفلسطينية واللافتات المندّدة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحقّ الشعب الفلسطيني، داعين إلى ضرورة محاكمة الاحتلال على مجازره بحقّ الشعب الفلسطيني، وندّدوا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.
10 شهداء في قصف الاحتلال خان يونس ورفح
واستشهد 10 فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون، أمس، في قصف الاحتلال الصهيوني خان يونس ورفح، جنوب قطاع غزة، حيث وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، نقلا عن مصادر محلية، بأنّ طائرات الاحتلال الحربية قصفت منطقة مواصي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد خمسة فلسطينيين على الأقل وإصابة 50 آخرين بجروح، فيما استهدفت طائرة مسيّرة للاحتلال منزلا في محيط مدينة أصداء شمال غرب مدينة خان يونس، ما أدى لاستشهاد خمسة فلسطينيين آخرين. وكانت مصادر طبية فلسطينية، قد أفادت باستشهاد 21 فلسطينيا منذ فجر أمس، في قصف الاحتلال مناطق متفرّقة من قطاع غزة.
يذكر أن الكيان الصهيوني استأنف في 18 مارس عدوانه على قطاع غزة بعد توقف دام شهرين، بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي. وتنصّل الاحتلال من الدخول في ترتيبات المرحلة الثانية في خرق للاتفاق، كما أوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وصعد من جرائمه بحقّ الفلسطينيين.