جمهورية إفريقيا الوسطى

المسلمون بين التطهير العرقي والإبادة الجماعية!

المسلمون بين التطهير العرقي والإبادة الجماعية!
  • القراءات: 749
ص/محمديوة ص/محمديوة

لم يعد للمسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى مكان يأويهم، بعد أن أصبحوا عرضة لأفظع الانتهاكات وأبشعها على يد مليشيات مسيحية مسلحة، تكن الضغينة والكراهية ضدهم بلغت حد التطهير العرقي، وأكثر من ذلك الإبادة الجماعية دون أن تتمكن أي جهة من ردعها.

وتأكدت معالم هذه الفظائع من خلال عمليات تقتيل استهدفت عائلات مسلمة بأكملها بل وأحياء وقرى ذبح أفرادها دون التفريق بين الطفل والمرأة ولا الشيخ والرجل وقطعت أجساهم في صور مرعبة لترمى في الشوارع وأرصفة الطرقات.

مشاهد دامية وصادمة تكررت بكثرة في الفترة الأخيرة بمختلف مناطق هذا البلد الإفريقي الذي يتخبط في حرب طائفية تناقلتها مختلف تلفزيونات العالم ومواقع التواصل الاجتماعي غير أنه لا أحد تحرك ليوقف تلك المذابح.

وأقصى ما استطاعت المجموعة الدولية تقديمه لحماية مسلمي هذا البلد هو وضع خطط لإجلائهم على الأقل عبر دفعات إلى خارج البلاد متى سنحت الفرصة لذلك ليعيشوا في اللجوء والشتات في ظروف ليست أقل قساوة ومعاناة.

وحتى عملية الإجلاء كثيرا ما تنتهي بمأساة عندما يعترض طريق الفارين من جحيم الموت عناصر مليشيات "الانتي ـ بالاكا" الشرسة التي ما إن تشتم رائحة المسلمين إلا ويتحول عناصرها إلى وحوش كاسرة تنقض على فرائسها تنهش أجسادها الضعيفة دون شفقة.

وتحول الفرار من بانغي، عاصمة هذا البلد الافريقي الفقير وكبريات مدنه، من حلم كان يمكن بلوغه في بداية تفجر الأزمة إلى كابوس حقيقي لبقية المسلمين الذين لا يزالون محاصرين في أحيائهم وقد حرموا من أدنى متطلبات الحياة ويهدد الموت حياتهم في كل لحظة.

وهي حقيقة أكدتها المنظمات الحقوقية الإنسانية الدولية التي دقت ناقوس الخطر مرارا من تكرار المجازر المقترفة في هذا البلد ودعت إلى تدخل سريع من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المسلمين.

وإذا كان حوالي 1300 مواطن مسلم الذين تم إجلاؤهم الاثنين الأخير من العاصمة بانغي باتجاه دولة تشاد قد نجوا بأرواحهم من بطش الانتي ـ بالاكا فإن آخر أعداد المسلمين المتبقين لم يفقدوا الأمل في إمكانية الخروج سالمين وهم ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الموعود للفرار من جحيم الحرب الطائفية التي تعصف ببلدهم منذ عدة أشهر.

ولكن هذا الأمل قد يتلاشى إذا ما قررت نجامينا وقف عمليات الإجلاء إلى أراضيها مما يضع عشرات الآلاف من المسلمين الفارين من إفريقيا الوسطى في أماكن محاصرة من جهاتها الأربع بأحياء مسيحية لا يطبق فيها إلا قانون مليشيات الانتي ـ بالاكا.

فهي المأساة التي بقي العالم الإسلامي يتفرج عليها من بعيد دون أن يحرك ساكنا لإنقاذ بني جلدته المضطهدين واكتفت منظماته على غرار منظمة المؤتمر الإسلامي بإصدار بيان تنديد لا يسمن ولا يغني من جوع.