بعد أيام قليلة من انطلاق ثاني جولة من مفاوضات جنيف
المعارضة السورية ترفض فكرة الفيدرالية
- 678
رفضت المعارضة السورية أمس فكرة إقامة نظام فيدرالي في سوريا واعتبرت أن ذلك سيكون بمثابة تمهيد لتقسيم هذا البلد الذي يعيش منذ خمس سنوات على وقع صراع دام خلّف إلى غاية الآن ما لا يقل عن 270 ألف قتيل. وقال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في تصريحات صحافية امس أن "وحدة سوريا خط احمر وهذه المسألة غير قابلة للتفاوض وفكرة الفيدرالية ستكون تمهيد لتقسيم سوريا". وأضاف أن "هذا أمر غير مقبول... توصلنا الى توافق خلال اجتماع المعارضة بالرياض الى لامركزية الإدارة". وبذلك يكون المعارض السوري قد رد بطريقة غير مباشرة على سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجي الروسي الذي كان اعتبر نهاية شهر فيفري الماضي انه يمكن إقامة نظام فيدرالي في سوريا في حال قبل السوريون ذلك.
ويأتي موقف المعارضة السورية الرافض لفكرة الفيدرالية بالتزامن مع إعلانها موافقتها المشاركة في مفاوضات جنيف بعد تردد دام عدة أيام. وقال رياض نعسان آغا أحد المتحدثين باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية أن هذه الأخيرة "وبعد التشاور بين أعضائها وافقت على الذهاب إلى جنيف"، حيث من "المتوقع أن يصل وفدها المفاوض إلى جنيف الجمعة القادم". وأضاف أن قرار المشاركة يأتي "بعدما لاحظنا جهدا كبيرا في اتجاه تحقيق المطالب الإنسانية واحترام الهدنة". وأشار المعارض السوري الى "تراجع كبير في الخروقات" منذ بدء وقف الأعمال القتالية في سوريا المعلن في 27 فيفري الماضي بعد اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بدعم أممي.
وكانت هيئة التفاوض العليا المعارضة قالت إنها ذهبت إلى الجولة الأولى للمشاركة في المحادثات وليس للتفاوض وطالبت بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص على إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين من القصف. وتحفظت في الأيام الأخيرة على التوجه إلى جنيف بحجة "استمرار الخروقات لوقف إطلاق النار وتأخير في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة". من جانبها تلقت الحكومة السورية امس دعوة للمشاركة ابتدءا من الـ 14 مارس الجاري في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف التي أطلقتها الأمم المتحدة هذا العام ضمن مسعى جديد لاحتواء الأزمة السورية بالطرق السلمية.
وقال مصدر مقرب من الوفد الرسمي الحكومي المفاوض أن هذا الأخير تلقى رسميا دعوة من الأمم المتحدة للمشاركة في المفاوضات بمدينة جنيف السويسرية في 14 مارس.وكان ستافان دي ميستورا المبعوث الاممي الى سوريا أعلن قبل يومين انه سيتم إطلاق الجولة الثانية من مفاوضات السلام يوم الخميس القادم وان الوفود المشاركة ستصل تباعا الى مدينة جنيف. مشيرا أن المفاوضات ستكون غير مباشرة حيث سيتم التفاوض مع كل طرف على حد ونقل مطالبه وأرائه الى الطرف الآخر. وقال دي ميستورا إن برنامج العملية السلمية واضح انطلاقا من الشروع أولا في مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة وثانيا دستور جديد وثالثا إجراء انتخابات نيابية ورئاسية في ظرف 18 شهرا.