زعماؤها يلتقون اليوم بالعاصمة موسكو

المعارضة السورية ترفض مقترحا روسيا بشأن تحالف ضد "داعش"

المعارضة السورية ترفض مقترحا روسيا بشأن تحالف ضد "داعش"
  • القراءات: 950
رفضت المعارضة السورية بمختلف أطيافها، مقترح موسكو لتشكيل ائتلاف دولي موسع يضم نظام الرئيس بشار الأسد ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وقطع هشام مروى مساعد خالد خوجة زعيم تحالف المعارضة السورية في المهجر، الشك باليقين برفض هذا المقترح، عندما أكد أمس أن "مواجهة الإرهاب تمر عبر تشكيل هيئة انتقالية تضم كل السوريين"، معتبرا أنه "لا مكانة للأسد في هذه المرحلة ولا في مستقبل سوريا". وجاء تصريح المعارض السوري عشية وصول خالد خوجة إلى العاصمة الروسية للمشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه الخارجية الروسية، والذي من المنتظر أن تنطلق أشغاله اليوم، ويشارك فيه عدد من زعماء المعارضة؛ على أمل إقناعهم بقبول مبادرة تشكيل تحالف دولي ضد "داعش".
وقال هيثم منة أحد قادة فصائل المعارضة السورية الذين عقدوا اجتماعا تنسيقيا بالعاصمة المصرية، إن "الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية يمر عبر إحداث تغير سياسي في سوريا، يضم كل القوى السورية". وقال: "نريد إقناع لافروف بالانضمام إلى المقاربة البراغماتية التي طرحها المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي مستورا، وهي مناقشة مختلف المسائل المتعلقة بإطلاق مسار يمكن أن يقود إلى عقد "ندوة جنيف 3".
يُذكر أن المبعوث الأممي إلى سوريا كان اقترح نهاية شهر جويلية الماضي، تشكيل أربع لجان تضم النظام والمعارضة الأولى، تتعلق بالمجال الأمني ضمن مسعى لرفع الحصار عن مختلف المدن السورية، والسماح لسكانها بتلقي العلاج، وإطلاق سراح المعتقلين، بينما تهتم الثانية ببحث المسائل السياسية، على غرار تنظيم انتخابات وتشكيل حكومة مؤقتة، على أن تخصَّص اللجنة الثالثة لبحث الجانب العسكري؛ من خلال مكافحة الإرهاب ووقف إطلاق النار. أما اللجنة الرابعة فتخصَّص لإعادة الإعمار.
وتشمل مساعي موسكو مختلف الأطراف السورية؛ حيث من المقرر أن يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صالح مسلم رئيس الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يشكل أهم تشكيلة كردية في سوريا، والتي فرضت نفسها كطرف فاعل في الأزمة السورية، خاصة بعد تمكن أكراد سوريا من إنشاء منطقة شبه مستقلة في شمال البلاد. ويرى معظم المتتبعين للشأن السوري، أن المبادرة الروسية محكوم عليها بالفشل، وليس لديها أي فرصة للنجاح؛ من منطلق أنه لا يوجد أي سبب يدفع بالمعارضة لقبول مثل هذا المقترح الذي لم يقدم أي جديد بالنسبة لها، وهي التي تصر على رحيل الأسد.
وكانت أول رسالة رفض بعث بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال لقائه بنظيره الروسي سيرغي لافروف؛ حيث رفض فكرة تشكيل تحالف موسع ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وألح على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد. وتُعتبر المملكة العربية السعودية إلى جانب تركيا وقطر، أكبر الداعمين للمعارضة المسلحة التي تحارب نظام الأسد منذ أكثر من أربع سنوات، في حرب دامية خلّفت إلى حد الآن سقوط ما لا يقل عن 240 ألف شخص.
وفي انتظار ما سيسفر عنه اجتماع المعارضين السوريين في العاصمة الروسية، يستمر الصراع الدامي في سوريا، في حصد مزيد من الأرواح؛ حيث لقي أمس ما لا يقل عن 37 مدنيا مصرعهم، وأصيب أكثر من 120 آخرين في غارات جوية شنها الطيران الحربي السوري على منطقة يسيطر عليها المسلحون شرق العاصمة دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هذه الغارات جاءت ردا على عمليات إطلاق صواريخ من قبل مسلحين، استهدفت العاصمة دمشق، وأدت إلى مقتل 13 مدنيا.