تضارب حول مستقبل الرئيس الأوكراني

المعارضة تستحوذ على مناصب حساسة في أعلى هرم السلطة

المعارضة تستحوذ على مناصب حساسة في أعلى هرم السلطة
  • القراءات: 952 مرات
م. مرشدي م. مرشدي

وصف الرئيس الأوكراني فيكتور أيانوكوفيتش التطورات المتسارعة التي عرفتها بلاده، بأنها انقلاب ضد حكمه، رافضا كل فكرة لتقديم استقالته، وقال بأنه الرئيس المنتخب بطريقة شرعية. ونفى الرئيس الأوكراني انطلاقا من مدينة خاركيف في أقصى شرق البلاد التي انتقل إليها أمس، تصريحات سبق لأحد قيادات المعارضة أن أكد بأنه قد تعهّد بأنه سيستقيل في نفس الوقت الذي نفى فيه كل نية لديه لمغادرة البلاد، وقال إنه يحرص على تجنيب البلاد الوقوع في حمّام دم.

ولكن هذه التأكيدات جعلت متتبعين يطرحون تساؤلات ما إذا كانت هذه التصريحات جاءت متأخرة، خاصة أن الاتفاق الذي وقّعه مع زعماء المعارضة برعاية أوروبية، قدّم من خلاله تنازلات للمعارضة، تجسدت نتائجها  على أرض الميدان ساعات بعد ذلك.

وكان الغموض اكتنف مصير الرئيس الأوكراني بعد أن تردد أنه يكون قد غادر البلاد إلى وجهة مجهولة، في وقت أصرت فيه المعارضة على عزله وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة في الخامس والعشرين من شهر ماي القادم.

وفي ظل هذا الوضع، كشف ميكولا كاترينيتشو أحد نواب المعارضة الأوكرانية، أن الرئيس أيانوكوفيتش تعهّد له بتقديم استقالته من منصبه في مكالمة هاتفية أجراها مع قادة المعارضة.

ولم تنتظر المعارضة تقديم الرئيس استقالته؛ حيث طالب فيتالي كليتشكو أحد قادة المعارضة، بعزله والدعوة إلى انتخابات رئاسية مسبقة يوم 25 ماي القادم، وهو المقترح الذي صادق عليه نواب البرلمان بالأغلبية.

وعرفت الأزمة الأوكرانية انفراجا متسارعا خرج منه المعارضون لسلطة الرئيس أيانوكوفيتش منتصرين من قبضة حديدية، دامت لقرابة ثلاثة أشهر.

وكان توقيع الرئيس الأوكراني على اتفاق إنهاء الأزمة مع المعارضين له، بمثابة بداية لنهاية نظامه، وفتح هذا البلد على أفق سياسي جديد، سيدفع به تدريجيا باتجاه الانضواء تحت المظلة الأوروبية.

والواقع أن الرئيس الأوكراني الذي أصبح محل انتقادات متزايدة، لم يجد بدا من الإقدام على التوقيع على هذا الاتفاق بعد أن ضاق هامش المناورة من حوله، في ظل إصرار المتظاهرين في ساحة الميدان، على تأجيج الموقف رغم سقوط المزيد من القتلى، بالإضافة إلى سيل الضغوطات الدولية التي مورست عليه ولم يجد سبيلا للإفلات منها سوى القبول بمطالب المعارضة قبل أن يقوم مقربون منه بتقديم استقالاتهم تباعا؛ مما أعطاه القناعة بأن الاستمرار على موقف الرفض لن يزيده إلا عزلة داخلية وخارجية.

وفي مقابل ذلك، فقد خرجت المعارضة منتصرة بعد أن قرر البرلمان أمس بأغلبية أصوات نوابه، إطلاق سراح المعارضة إيوليا تيموشنكو، التي حُكم عليها بسبع سنوات منذ سنة 2011.

كما انتُخب أوليكسندر تورتشينوف الذراع الأيمن لهذه الأخيرة على رأس البرلمان خلفا لرئيسه فولوديمير ريباك الموالي للرئيس أيانوكوفيتش، الذي فضّل تقديم استقالته من منصبه مباشرة بعد التوقيع على اتفاق الرئاسة مع المعارضة، على خلفية الأحداث الدامية التي عرفتها العاصمة كييف منذ الثلاثاء الماضي في نفس الوقت الذي تم فيه اختيار أرسن أفاكوف أحد المقربين من رئيسة المعارضة، وزيرا للداخلية بالنيابة.

وبينما استحوذت شخصيات المعارضة على مناصب مسؤولية حساسة، توالت استقالات المقربين من الرئيس أيانكوفيتش، كان آخرها استقالة نائب قائد هيئة الأركان من منصبه في نفس الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع بافل لبيديف وقائد الشرطة، أن وحداتهما لن تتدخلا من الآن فصاعدا ضد المتظاهرين؛ في إشارة إلى أنهما ضد استعمال الرصاص الحي ضد المعتصمين في ساحة الميدان.