باحثون جامعيون يؤكّدون:
المغرب فكّك "المينورسو" خوفا من مراقبة حقوق الإنسان
- 934
أجمع عدد من الباحثين الجامعيين بالجزائر أمس على أن تفكيك المغرب لبعثة المينورسو الأممية جاء نتيجة "تنامي المخاوف" لدى السلطات المغربية من إدراج مراقبة حقوق الإنسان في مهام البعثة وبالتالي فضح الجرائم المرتكبة بحق الشعب الصحراوي في الأراضي الصحراوية المحتلة. وقال أستاذ القانون بجامعة تيزي وزو عماري طاهر الدين خلال محاضرة تحت عنوان "محاولة المغرب ضرب مسار السلم وتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية عبر تفكيك آلية بعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء حول تقرير مصير الصحراء الغربية مينورسو" أن "مخاوف المغرب من توسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان وبالتالي فضح الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال المغربي بحق الشعب الصحراوي أمام الرأي العام الدولي، وراء قرار تفكيك البعثة الأممية".
واعتبر الباحث أن المغرب وبإقدامه على تفكيك المينورسو فإنه يقوم "بتحوير الحديث عن إدراج حقوق الإنسان ضمن البعثة نحو كيفية إعادة تفعيل مهام هذه البعثة الأممية". وأضاف أن من بين الأسباب الأخرى التي دفعت بالمغرب لاتخاذ هذا القرار "الضربة القوية" التي تلقتها على المستوى الاقتصادي من خلال إلغاء المحكمة العليا الأوروبية للاتفاقيات الزراعية بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية الصحراوية، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى "عدم وجود أي سيادة للمغرب على الصحراء الغربية". لكن الباحث تأسف لموقف مجلس الأمن الدولي تجاه قرار المغرب بشأن بعثة المينورسو وقال انه "لم يكن حازما".
من جانبه أوضح الباحث بجامعة الجزائر-3 أحمد كاتب خلال المحاضرة التي نظمتها "اللجنة الوطنية الجزائرية للصحفيين المساندين للقضية الصحراوية" أن "هناك محاولة لتفريغ مهمة بعثة المينورسو من محتواها حيث حاول المغرب حصر مهامها في مراقبة وقف إطلاق النار ونزع الألغام المزروعة في المنطقة في الوقت الذي أنشئت فيه من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية".وأشار إلى أن "المينورسو هي الهيئة الأممية الوحيدة في العالم التي لا تضطلع بمهام مراقبة حقوق الإنسان".ولدى تدخله قال محمد الشيخ القائم بأعمال السفارة الصحراوية بالجزائر أن "الخطوة التي قام بها المغرب سابقة خطيرة ونعتبرها إعلان حرب" وأضاف "قبولنا بالتوقيع على قرار إنشاء بعثة المينورسو كان من أجل تنظيم استفتاء حول تقرير المصير غير أن المغرب يرغب في أن تنحصر مهمة البعثة في مراقبة وقف إطلاق النار".وبخصوص تصريحات المغرب ضد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكد الشيخ أن هذه التصرفات "ما هي إلا مناورة وذريعة من قبل المغرب لإطالة الاحتلال" مشددا على أن "دعم فرنسا للمغرب وراء إطالة احتلاله للصحراء الغربية".
من جهته أوضح مصطفى آيت موهوب ممثل "اللجنة الوطنية الجزائرية للصحفيين المساندين للقضية الصحراوية" أن "مراوغة المغرب للانسحاب من المينورسو خطيرة جدا لأن مراقبة وقف إطلاق النار سيصبح غير مضمون وبالتالي يهدد استقرار المنطقة". وأكد أنه من "غير الممكن أن يكون هناك حل عادل لقضية الصحراء الغربية دون تنظيم استفتاء تقرير المصير".يذكر أن المغرب الذي أقدم على طرد 173 عضو من المستخدمين المدنيين للمينورسو تهجم مؤخرا على التشكيلة العسكرية لهذه البعثة من خلال غلق مكاتب الربط العسكري للأمم المتحدة بالداخلة في الأراضي الصحراوية المحتلة. وقد نجحت البعثة التي أنشئت منذ ربع قرن لمراقبة وقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة في فرض بعض الاستقرار وتخفيض التوترات حتى وإن كانت لم تتمكن من تلبية المطالب المشروعة للشعب الصحراوي المتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير.