صحفي إسباني منع من زيارة الداخلة المحتلة يكشف:

المغرب لا يريد شهودا عما يقترفه في الصحراء الغربية

المغرب لا يريد شهودا عما يقترفه في الصحراء الغربية
الصحفي الإسباني بجريدة "الاندبندينتي"، فرانسيسكو كاريون
  • 519
ق. د ق. د

شدّد الصحفي الإسباني بجريدة "الاندبندينتي"، فرانسيسكو كاريون، على أن المغرب لا يريد شهودا عن ما يقترفه في الجزء المحتل من أراضي الصحراء الغربية المصنّفة لدى الأمم المتحدة في قائمة قضايا تصفية الاستعمار.

أكد الصحفي الإسباني الذي منع من الدخول إلى مدينة الداخلة من قبل الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، أن الهدف من سعيه لهذه الزيارة هو تحدي محاولات المغرب الرامية إلى فرض تعتيم إعلامي على الصحراء الغربية. وقال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية "يوم الأربعاء الماضي، قمت برحلة جوية من مدريد إلى مدينة الداخلة بالصحراء الغربية وعند وصولي تم استجوابي من قبل السلطات الأمنية المغربية بمطار المدينة المحتلة عن عملي الصحفي وعن سفرياتي السابقة".

وأضاف أنه "رغم أني أخبرتهم أنني صحفي وأسافر كثيرا... ثم بعد ساعة من الانتظار رفض دخولي لأسباب قيل لي إنها "أمنية"، مشيرا إلى أنه "عندما سألت عن السبب بالتحديد، أخبرني أحد الضباط أن السبب هو كتاباتي عن الملك، ليتم بعدها إجباري على العودة مرة أخرى إلى إسبانيا."

وأبرز الصحفي الإسباني أنه خلال مسيرته الصحفية، سافر إلى جميع أنحاء العالم ولم يتم رفض دخوله إلى أي دولة على الإطلاق إلا في الصحراء الغربية من قبل سلطات الاحتلال المغربي. واستدل في هذا الإطار بتقرير منظمة "مراسلون بلا حدود"، الذي أكدت فيه أن الصحراء الغربية أصبحت اليوم بمثابة "ثقب أسود للمعلومات"، بمعنى أنها معزولة تماما عن وسائل الإعلام.

كما أشار إلى أن رفض دخوله إلى الصحراء الغربية المحتلة يأتي في سياق المضايقات المستمرة التي يتعرض لها من قبل الذباب الإلكتروني المغربي على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب كتاباته الصحفية. وأوضح بهذا الخصوص أنه يسعى من خلال عمله الصحفي إلى معرفة الحقيقة ويحاول تقريب الوضع في الصحراء الغربية إلى الرأي العام الإسباني، لأن بلاده تظل هي القوة المديرة للإقليم بموجب القانون الدولي لذا فهي تتحمّل المسؤولية قائلا "مسؤولية إسبانيا التاريخية لم تكتمل". وشدّد في السياق على أنه "في الوقت الذي يتجه فيه اهتمام العالم نحو غزة وفلسطين، من المهم ألا ننسى الصحراويين وقضيتهم"، مشيرا إلى القرارات الأخيرة الصادرة عن محكمة العدل للاتحاد الأوروبي والتي تؤكد على حقوق الشعب الصحراوي.

وكان الاحتلال المغربي قد منع في الخامس فيفري الجاري هذا الصحفي الإسباني من دخول مدينة الداخلة بالجزء المحتل من الصحراء الغربية والذي كان يعتزم إجراء مقابلات صحفية مع صحراويين حول انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان. وقامت سلطات المغرب بترحيله إلى مدريد على نفس الطائرة التي قدّم على متنها في إطار سياسة الحصار التي تفرضها على المراقبين الدوليين والحقوقيين والإعلاميين الأجانب للتعتيم على جرائمه الحقوقية.