"ساعة صفر" حاسمة للنزاع في سوريا
الهدنة.. بين الصمود والانهيار
- 557
ينتظر السوريون ساعة الصفر، مساء اليوم، بكثير من الترقب الممزوج بآمال كبيرة لالتزام أطراف الحرب الدائرة في بلادهم منذ خمس سنوات بهدنة علها تكون بادرة أولى على طريق التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات سلام بين الفرقاء. ورغم التشاؤم الذي طبع مواقف عامة السوريين منذ توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى إعلان هدنة في سوريا يوم 22 فيفري في ظل اشتداد ضراوة المعارك حتى غاية أمس، إلا أن الأمل مازال يحذوهم بإمكانية التزام كل الأطراف بهذا القرار الذي إن كتب له الصمود فإنه سيكون بداية ـ نهاية الحرب لأنها أول هدنة منذ خمس سنوات وأيضا بسبب تعقيدات الوضع السوري وتعدد أطرافه الداخلية والإقليمية والدولية.
وهي القناعة التي انتهى إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، عندما أكد أن كل تسوية سلمية للنزاع تبقى صعبة إلا أن الهدنة تبقى أمرا حتميا لإيجاد الظروف المواتية لبدء مسار سياسي للحرب السورية. وهو موقف طالب فيه الرئيس الامريكي، باراك اوباما، كل الأطراف لوقف هجماتهم بما فيها عمليات القصف الجوي والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في إشارة واضحة إلى العمليات العسكرية الروسية. ولم ينتظر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طويلا للرد وطالب الولايات المتحدة وحلفائها بالكف عن الحديث في كل مرة عن الخطة "ب" في إشارة الى الإعداد لعملية برية سعودية ـ تركية بتزكية أمريكية في سوريا من اجل إقامة مناطق عازلة على الحدود الدولية السورية.
وقال إن كل مسعى في هذا الاتجاه سيؤدي حتما إلى انهيار الهدنة وعودة الفرقاء إلى الاحتكام الى لغة السلاح وخاصة وسط تهديدات أطراف المعارضة بالالتزام بالهدنة سوى لمدة أسبوعين. وقال إن وضع مثل هذه الشروط المسبقة لن يخدم المساعي المبذولة من أجل إنهاء هذه الحرب. وهو التصريح الذي جاء في نفس الوقت الذي وصلت فيه أربع طائرات حربية سعودية من نوع "اف ـ15" إلى قاعدة انسرليك التركية ضمن خطة عسكرية سعودية ـ تركية لضرب معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية".