خروقات محدودة واتهامات متبادلة بين المتحاربين
الهدنة سارية المفعول في سوريا
- 818
تبادلت الأطراف المتحاربة في سوريا أمس الاتهامات بخرق الهدنة يومين بعد سريان مفعولها على الأرض ضمن أول خطوة لإنهاء الحرب الأهلية في هذا البلد دون أن يؤثر ذلك على الأجواء العامة بعد أن استفاق السوريون اليوم دون قصف مدفعي أو جوي أو إطلاق نار في مختلف جبهات المواجهة. فبينما اتهم مسؤول المركز الروسي لمراقبة المصالحة بين الأطراف المتحاربة الجنرال سيرغي كورالانكو المعارضة السورية بخرق الهدنة في تسع مرات سارع سالم المسلت الناطق باسم اللجنة العليا للمفاوضات المعارضة الى نفي ذلك وقال إن الطيران الحربي الروسي والسوري قاما بخرق الهدنة في 15 مرة. ولكن الجنرال الروسي والناطق باسم أطياف المعارضة التقيا في التأكد على أن الهدنة احترمت في مجملها ولم يعكر ذلك أجواء الطمأنينة التي سادت الشارع السوري. وهو الواقع الذي تكرس لليوم الثاني على التوالي رغم الاتهامات التي وجهها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لروسيا والحكومة بخرق الهدنة في عدة مواقع دون ان يحددها واكتفى بالقول إن الأمور ستتضح خلال الأيام القادمة حول مدى رغبة روسيا والنظام السوري في احترام قرار الهدنة.
وهون مسؤول أمريكي لم يشأ الكشف من الأمر وقال بضرورة إعطاء فرصة لقرار الهدنة رغم العقبات الكثيرة التي تعترضه بقناعة أن التعقيدات الميدانية في مثل هذه الظروف لا مفر منها وأن المعارك ستتواصل بسبب تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التي لا يشملها قرار الهدنة. وأحصت عدة مصادر متابعة للهدنة العسكرية في سوريا خرقها لخمسة عشر مرة منذ إعلانها ليلة الجمعة الى السبت ولكنها لم ترق لأن تؤثر على الوضع العام الذي ساد مختلف المحافظات السورية طيلة اليومين الأخيرين. وأكدت مصادر الجيش الروسي أن مجموعات مسلحة هاجمت ليلة السبت الى الأحد مدينة التل الأبيض في شمال سوريا انطلاقا من الأراضي التركية وأنها طالبت بتوضيحات من مركز المصالحة الامريكي الموجود مقره بالعاصمة الأردنية عمان بصفته الطرف الآخر الضامن لاحترام الهدنة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته تعرض سبع قرى في شمال ووسط سوريا لعمليات قصف دون أن يؤثر ذلك على الوضع العام وأكد أن طائرات مجهولة قامت بقصف مناطق في محافظات حلب وحماه دون أن يكون قادرا على تحديد ما إذا كانت المناطق المستهدفة مدرجة في نطاق مناطق وقف إطلاق النار أم تلك التي تسيطر عليها جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية التي أكدت الحكومة السورية والقوات الروسية أنها لن توقف ضرب معاقلهما بصفتهما تنظيمين إرهابيين. وعادت الحركة والنشاط الى شوارع العاصمة دمشق بعد أن خرج سكانها في اليوم الثاني للهدنة دون خوف للتجول في شوارع هجروها مرغمين واقتناء حاجياتهم من محلات قاطعوها خوفا على حياتهم من قصف مباغت أو رصاصة طائشة أو قذيفة أخطأت هدفها.
وقال المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستوار إن الضامن الحقيقي لاستمرار اتفاق وقف إطلاق النار هما الدولتان الداعمتان للاتفاق، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا متوقعا استمرار الهدنة في ظل ما اسماه بالتغير الكبير الذي عرفته الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وايلاء الوضع الإنساني أهمية أكبر. وهو ما أكد عليه أليكسي بورودافكين ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أمس بأن الجيشين الروسي والأمريكي يتعاونان على نحو فعال لضمان احترام وقف إطلاق النار. وعبر الدبلوماسي الروسي عن رضاه لتعاون الجيشين الروسي والأمريكي اللذين "يتابعان الوضع على الأرض ويتخذان التدابير اللازمة لدعم وقف الأعمال العدائية".