تقودها السعودية وتشارك فيها 20 دولة عربية وإسلامية
انطلاق مناورات "رعد الشمال" لمواجهة تهديدات "داعش"
- 1280
باشرت وحدات مسلحة من 20 دولة عربية وإسلامية تدريبات عسكرية ضمن أضخم مناورات عسكرية تنظمها العربية السعودية تحت اسم "رعد الشمال"، هدفها منع انزلاق المنطقة في متاهة التهديدات الإرهابية. وكتبت وكالة الأنباء السعودية أن هذه المناورات التي لم يسبق أن شهدتها المنطقة، تشارك فيها قوات بحرية وبرية وجوية، ضمن تأكيد على إرادة الدول المشاركة فيها المحافظة على الأمن في كل منطقة الشرق الأوسط. ويشارك في هذا التحالف الذي سبق للعربية السعودية أن دعت إلى تشكيله نهاية العام الماضي، ضمن مساعيها لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، قوات من مصر وماليزيا وباكستان والمغرب والتشاد والسنيغال، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي. ويأتي انطلاق هذه المناورات التي ربطها متتبعون باحتمال قيام الرياض بتدخل عسكري بري في سوريا أياما قبل اجتماع لممثلي الدول الأعضاء في هذا التحالف بالعاصمة السعودية لبحث الموقف من تطورات الأوضاع في العراق وسوريا واليمن وآلية تبادل المعلومات حول الأنشطة الإرهابية التي يقوم بها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في الدول المنضوية في هذا التحالف "الإسلامي".
وجاءت هذه المناورات تزامنا مع انتقادات منسق أطياف المعارضة السورية، رياض حجاب المحسوب على العربية السعودية لقرار الهدنة التي توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا نهاية الأسبوع في سوريا بقناعة "أن الدول المشاركة لم تطالب من موسكو وقفا فوريا لضرباتها الجوية". وقال حجاب "هل من المعقول أن يخرج الوزيران الأمريكي، جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف من قاعة الاجتماعات فجر الجمعة الماضي ليقولا إن روسيا لن توقف غاراتها الجوية، وتساءل هل هذا "موقف مقبول من طرف المجموعة الدولية؟". وقال حجاب خلال ندوة صحفية عقدها بمدينة ميونيخ الألمانية "إننا تعودنا أن نتائج مثل هذه الندوات يبقى بعث الأمل ولكننا في حاجة إلى عمل لتحقيق ذلك والعمل الوحيد الذي أراه هو مواصلة روسيا غاراتها لقتل المدنيين السوريين". ولكن منسق مختلف أطياف المعارضة السورية، ورغم هذه الانتقادات فضل التكتم بخصوص مدى التزام المعارضة بقرار الهدنة التي ينتظر أن تدخل حيز التنفيذ الأسبوع القادم. وكان مسؤول المعارضة السورية يشير في ذلك إلى قرار الهدنة الذي أكد أن الغارات الروسية والأمريكية ستتواصل ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" المحسوبة على تنظيم القاعدة. ولكن المعارضة اشترطت التزاما روسيا بوقف فوري لكل ضرباتها الجوية بقناعة أنها تتعمد استهداف المعارضة "المعتدلة" والتي تعتبرها دمشق وموسكو على أنها إرهابية أيضا. وهي انتقادات جاءت لتزيد في احتمالات عدم قدرة الفرقاء بالالتزام بهذه الهدنة وتفعيلها بداية الأسبوع على أرض معركة مازالت تحتكم إلى لغة السلاح.
وكانت التهم المتبادلة منذ يومين بين موسكو وأنقرة بصب الزيت على نار، حرب متقدة ليزيد من هذه التخمينات المتشائمة في ظل مواصلة الجيش التركي قصفه لمواقع الحزب الوطني الكردي ـ السوري على طول الحدود السورية، ضمن عملية نظرت إليها روسيا بعين الريبة وأكدت أنها تنم عن رغبة تركية لتأجيج الحرب بدلا من إيجاد أجواء لترسيم قرار الهدنة المعلن عنها نهاية الأسبوع بشكل عملي على التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار. وجاء التصعيد التركي ضد أكراد سوريا ردا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري الذي تعهد بتقديم مساعدات للأكراد السوريين لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما رأت فيه أنقرة استفزازا لها على خلفية مخاوف من احتمال استغلال الأكراد هذا الاهتمام لبسط سيطرتهم على طول الحدود التركية ـ السورية ودعم الأكراد الأتراك المتمردين على سلطاتها. وتزامن القصف المدفعي التركي مع تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير الذي أكد أن موسكو لن تتمكن من الدفاع عن الرئيس الأسد وإنقاذه وفي وقت رد فيه نائب قائد هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال مسعود الجزائري بأن بلاده لن تسمح أبدا بأي تدخل عسكري بري في سوريا وأن طهران ستتخذ الإجراءات اللازمة في حينها.