إسرائيل ترفض ملاحظاته وتصفها بـ"النفاق"

بان كي مون يطالب إسرائيل بحماية الأطفال الفلسطينيين

 بان كي مون يطالب إسرائيل بحماية الأطفال الفلسطينيين
  • 804
حمّل الأمين العام الأممي بان كي مون، أمس، حكومة الاحتلال مسؤولية مباشرة في حماية الأطفال الفلسطينيين من اعتداءاتها المتكررة وخاصة في قطاع غزة. وقال الأمين العام الأممي، إن حكومة الاحتلال مطالبة باتخاذ إجراءات استعجالية من أجل حماية الأطفال الفلسطينيين حتى لا تتكرر المأساة التي عانوا منها ودفعوا ثمنا باهظا لها العام الماضي، بعد استهداف أكثر من 500 طفل ممن فقدوا حياتهم في العدوان الإسرائيلي العام الماضي، من مجموع 1500 مدني فلسطيني الذين قتلوا بآلة الحرب الإسرائيلية طيلة 51 يوما.
وأثار الأمين العام الأممي الوضعية الكارثية للأطفال الفلسطينيين خلال نقاش نظمه مجلس الأمن الدولي، حول مصير الأطفال خلال النزاعات المسلحة في مختلف مناطق العالم. وخص الأمين العام الأممي مصير الأطفال الفلسطينيين بإشارة خاصة عندما أكد بأن قلقه متزايد من المعاناة التي عايش أطوارها أطفال قطاع غزة خلال عملية "الجرف الصامد الإجرامية شهر جويلية من العام الماضي. وطالب بان كي مون، حكومة الاحتلال باتخاذ إجراءات عملية لحماية الأطفال الفلسطينيين بما فيها مراجعة السياسات المنتهجة حاليا  لتفادي قتل هذه الشريحة أو إصابتها أو حتى استهداف مدارسها ومستشفياتها.
ولكن نصائح بان كي مون، ستكون مجرد إشارة لا تتعدى الاستئناس على اعتبار أن إسرائيل لن تأخذها بعين الاعتبار بل إنها لن تتوانى لحظة في حال وقوع عدوان جديد على اقتراف أبشع مما فعلته خلال عملية "الجرف الصامد". وهي ممارسات إسرائيلية اعتادت حكومات الاحتلال على فعلها لقناعتها أن المواقف الدولية لا تخرج عن إطار الانتقاد المحتشم.
ولولا ذلك لما توانت الأمم المتحدة لحظة الأسبوع الماضي، في إدراج إسرائيل ضمن "قائمة العار" التي تضم الدول والمجموعات التي  تتسبب في انتهاك حقوق الأطفال رغم تقارير مختلف المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية التي طالبت بإضافة إسرائيل إلى هذه القائمة على الأقل من أجل ردعها. وهي المواقف المتخاذلة التي جعلت إسرائيل لا تجد حرجا الأسبوع الماضي، في نشر تقرير حاولت من خلاله تزييف فظائع جرائمها ضد سكان قطاع غزة وأطفالها ونسائها خلال عدوان 51 يوما، عندما راحت تؤكد أن حربها كانت شريفة ودفاعا عن النفس رغم حصيلة 1600 مدني فلسطيني ممن استشهدوا خلال تلك الحرب المدمّرة.
وبلغت درجة التحدي لدى الوزير الأول الإسرائيلي، الحد الذي انتقد فيه بان كي مون، واعتبر طلبه بحماية الأطفال الفلسطينيين بأنه مجرد "نفاق"، وأن حكومته لا تقبل النصائح من أية جهة بدعوى أن حركة "حماس" استعملت المدارس لإطلاق صواريخها ضد الأهداف الإسرائيلية. ولكن ماذا بإمكان نتانياهو قوله بخصوص مئات الأطفال الذين طمروا تحت أنقاض منازلهم وهم نيام، بل إن عائلات بأكملها قبرت دون أن تكون لها أية علاقة لا بحماس ولا بأي فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى.