حصيلة الشهداء الفلسطينيين لم تحرّك مشاعره

بايدن لازال حزينا على مقتل متضامنة أمريكية برصاص الاحتلال

بايدن لازال حزينا على مقتل متضامنة أمريكية برصاص الاحتلال
  • 1530
 ص.محمديوة ص.محمديوة

يستيقظ ضمير الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وينفطر قلبه ويشعر بالحزن، فقط عندما يتعلق الأمر بمقتل إسرائيليين أو أمريكيين أو من هم حاملين للجنسية الأمريكية الذين يلقون مصرعهم بين الفترة والأخرى جراء العدوان الصهيوني المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية. وغير ذلك لا شيء يحرّك مشاعر بايدن، ولا حتى الجرائم المروعة التي يقترفها المحتل الصهيوني في حق الفلسطينيين من أطفال ونساء ومدنيين عزل.مجدّدا، راح الرئيس الأمريكي، أمس، يعبر عن حزنه العميق لمقتل الناشطة التركية الحاملة للجنسية الأمريكية، عائشة نور ازغي ايجي، خلال مظاهرة ضد الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية بعد إصابتها برصاصة إسرائيلية قاتلة على مستوى الرأس. وقال في بيان له إن "إسرائيل أقرت بمسؤوليتها في وفاة عائشة نور.. ويجب أن تكون هناك مساءلة كاملة ويجب على إسرائيل فعل المزيد لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى".

ولم يطلب بايدن حتى الآن مساءلة كاملة لاستشهاد ما لا يقل عن 41 ألف شخص غالبتهم أطفال ونساء ارتقوا منذ السابع أكتوبر الماضي في العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة. كما لم يدل بأي تصريح يدين فيه ما تقترفه قوات الاحتلال من مجازر ومذابح مروعة صدمت العالم أجمع وراح ضحيتها مدنيون عزل أشلاؤهم تتناثر يوميا في الهواء وجثتهم مرمية على أرصفة الطرقات والشوارع ومنهم من يدفن تحت الأنقاذ... أما من يسعفه الحظ للبقاء حيا، يخرج بجروح خطيرة قد تؤدي إلى بتر أطرافه ويفقد عائلته ويبيت في العراء... وغيرها من المشاهد الدامية التي ينفطر لها القلب.

لم تحرك مشاعر بايدن صور ومشاهد الرضع والأطفال الذين تحوّلوا إلى جثث هامدة والذين فقدوا آباءهم وتشردوا وبترت أطرافهم تحت القصف الصهيوني المكثف الذي يستهدف خيام النازحين، وهم نيام في مناطق يعلنها الاحتلال نفسه "إنسانية وآمنة".

وحتى عندما تعلق الأمر بمواطنة أمريكية، فالرئيس بايدن وكعادته صنف جريمة وفاة الناشطة المتضامنة مع عدالة القضية الفلسطينية برصاص قوات الاحتلال وكأنها "حادث".. أي لم تقصد قوات الاحتلال، التي لا تفرق بين الصغير والكبير ولا بين المدني والمقاوم، قتلها.والحقيقة أن بايدن الذي يتمادى في دعمه المفضوح لحكومة الاحتلال ورئيسها اليميني المتطرف، بنيامين نتنياهو، يريد تبييض وجه هذا الأخير، الغارق من رأسه إلى أخمص قدميه، مثل كل المسؤولين الصهاينة، السياسيون منهم والعسكريون في بحر دماء الفلسطينيين.وكان الأجدر بالرئيس الأمريكي بدلا من أن يشعر بالحزن، أن يدين إسرائيل في قتلها بكل برودة دم ليس فقط أبناء الشعب الفلسطيني العزل ولكن أيضا المتضامين مع القضية الفلسطينية من الأجانب، حتى ولو كانوا ينتمون إلى البلدان الغربية التي تدعمه بالسلاح والمال على غرار الولايات المتحدة الأمريكية. والأجدر به أيضا، وهو في نهاية فترة حكمه، أن يوقف أو على الأقل أن يقلل من دعمه المفضوح الذي يواصل تقديمه على جميع المستويات والأصعدة لهذا الكيان المجرم، الذي سقط القناع عنه وانكشفت حقيقته الدموية. وسيكتب التاريخ أن فترة حكمه عرفت واحدة من أسوأ وأبشع الحروب والمآسي الإنسانية غير المسبوقة في العصر الحديث، تجري فصولها بغزة المنكوبة بتواطؤ أمريكي مكشوف للعيان. وكان يمكن أن لا تكون بهذه البشاعة لو تدخلت الإدارة الأمريكية منذ زمن لتوقف الكيان الصهيوني عند حده.