القمة الإفريقية ـ- الصينية

بكين تغدق على دول إفريقيا بستين مليار دولار

بكين تغدق على دول إفريقيا بستين مليار دولار
  • 802

تنتهي اليوم بمدينة جوهانسبورغ أشغال القمة الإفريقية ـ الصينية السادسة بتعهدات صينية بتقديم مساعدات وقروض بقيمة 60 مليار دولار تأكيدا على الانخراط الصيني في التنمية الإفريقية وتعزيز موقعها في هذه القارة. وقرر الرئيس الصيني، كسي جينغ بينغ في افتتاح هذه القمة التي تنعقد تحت شعار "الصين وإفريقيا تتقدمان معا.. تعاون مربح للجانبين من أجل تنمية مشتركة"، تخصيص مبلغ 5 مليار دولار كمساعدات لعدد من الدول الإفريقية بدون فوائد و35 مليار دولار كقروض بفوائد تفاضلية.

وقال الرئيس الصيني في افتتاح أول قمة إفريقية ـ صينية تعقد فوق الأراضي الإفريقية إن هذا المبلغ الضخم سيوجه لتمويل عشرة مشاريع تعاون تمتد على مدى الثلاث سنوات القادمة وتشمل بشكل خاص قطاعات الفلاحة والصناعة ومشاريع اجتماعية للقضاء على الفقر وتطوير الصحة والثقافة وحماية البيئة.  وقال الرئيس الصيني إن بلاده منشغلة بالجفاف الذي ضرب العديد من الدول الإفريقية في الأشهر الأخيرة وهو ما جعله يقرر أيضا تخصيص مبلغ 150 مليون دولار إضافية لصالح الدول المتضررة من هذه الظاهرة الطبيعية ضمن مساعدات إنسانية مستعجلة، بالإضافة إلى مسح ديون حكومية دون فائدة والتي انتهى أجلها مع نهاية العام الجاري.

كما قرر الرئيس الصيني تخصيص 60 مليون دولار للاتحاد الإفريقي لمساعدته على تشكيل وتمويل قوات التدخل الإفريقية والمقدر تعدادها بحوالي 25 ألف رجل موزعة على خمس مناطق في القارة في نفس الوقت الذي تعهد فيه بالمشاركة بقوات صينية ضمن عمليات حفظ السلام الأممية في القارة الإفريقية. ولم يكتف الرئيس الصيني بذلك فقط، حيث تعهد بتكوين 200 ألف تقني من مختلف دول القارة في بلدانهم و40 ألف في الصين، بالإضافة الى إقامة أكثر من مائة مشروع لإنتاج الطاقة النظيفة بهدف حماية البيئة والمحافظة عليها.

وحضر أشغال هذه القمة أكثر من عشرين رئيس دولة بالإضافة إلى رؤساء حكومات مختلف الدول الإفريقية والتي جعلت منها بكين مناسبة سنوية لتنفيذ استراتيجيتها المستقبلية في قارة جعلت منها عمقها الحيوي في ظل صراع القوى الكبرى الراغبة في الانتفاع بخيرات دول القارة الإفريقية. وتأتي تعهدات الرئيس الصيني في وقت يعرف فيه الاقتصاد الصيني انكماشا ملحوظا خلال السنتين الأخيرتين مما انعكس سلبا على استثماراتها في الخارج وأيضا على حجم مساعداتها للدول الفقيرة في مختلف قارات العالم. 

ورغم ذلك، فإن السلطات الصينية أبقت على تعهداتها تجاه القارة الإفريقية خاصة وأن العديد من دول القارة أصبحت محل استقطاب لليد العاملة الصينية بلغت في السنة الماضي أكثر من مليون عامل وأكثر من ألفي شركة صينية عاملة في مختلف مناطق القارة. وهي أرقام ضخمة أهلتها لاحتلال المرتبة الأولى في حجم تعاملاتها مع دول القارة، مزحزحة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية التقليدية في إفريقيا إلى مراتب دنيا.