المبعوث الأممي يعود اليوم إلى العاصمة صنعاء
بوادر انفراج في الحرب المدمرة
- 963
يعود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيتس اليوم إلى العاصمة صنعاء على أمل إيجاد أرضية توافقية بين أطراف الحرب في هذا البلد وإقناعهم بالجلوس إلى طاولة مفاوضات جديدة بالعاصمة السويدية علّها تفضي إلى إنهاء الحرب الدائرة رحاها في هذا البلد منذ سنة 2011.
ولم يخف غريفيتس عشية وصوله إلى العاصمة اليمنية، أمله في أن يتمكن من عقد أول جلسة مفاوضات خلال الأسابيع القليلة القادمة في وقت أكد فيه وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان على احتمال عقدها بداية الشهر القادم بالسويد، حيث أبدت حكومتها استعدادها لاستقبال فرقاء الحرب اليمنية.
وقرر الموفد الأممي العودة إلى اليمن بعد أن أبدى المتمردون الحوثيون والحكومة اليمنية والتحالف الإسلامي بقيادة العربية السعودية رغبة في الجلوس ألى طاولة المفاوضات لبحث ترتيبات وقف الاقتتال في هذا البلد الذي خلف مقتل 10 آلاف شخص وجعلت 14 مليون يمني يواجهون موتا بطيئا بسبب المجاعة التي ضربت مختلف مناطق البلاد.
وجاءت عودة غريفيتس اليوم إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في محاولة لإعادة بعث فكرة المفاوضات المباشرة بعد ضغوط دولية كبيرة على المتحاربين من أجل وقف إطلاق النار وتغليب لغة الحوار، رغم فشل النداءات الدولية لوقف الحرب المدمرة في مدينة الحديدة التي اشتدت حدتها في الأيام الأخيرة وصفت بالأعنف منذ الانزلاق الذي عرفته يوم 14 نوفمبر، حيث كثف الطيران الحربي لقوات التحالف بقيادة العربية السعودية عملياته ضد مواقع الحوثيين الذين قاموا بدورهم بقصف مكثف لمواقع القوات الحكومية في هذه المدينة الإستراتيجية، فهل ينجح غريفيتس هذه المرة في تغليب لغة المفاوضات وإنهاء أعنف حرب في أفقر بلد في العالم، وخاصة بعد أن أبدت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي قبولها التوجه إلى ستوكهولم.
وذكرت وزارة الخارجية اليمنية أنها أبلغت المبعوث الأممي أن توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي قضت بتأييد الجهود التي يبذلها ودعمه لعقد المشاورات القادمة وأن «وفد الحكومة سيعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة، مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وهو نفس الاستعداد الذي أبداه المتمردون الحوثيون بعد أن دعاهم قائدهم محمد علي الحوثي بوقف إطلاق الصواريخ وكل العمليات العسكرية على كل جبهات القتال لتأكيد حسن نوايا حركته في موقفها المؤيد لفكرة المفاوضات.
وجاءت هذه التحركات في أعقاب تقديم السلطات البريطانية لمشروع لائحة أممية، حثت المتحاربين الالتزام بهدنة في مدينة الحديدة لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية لملايين اليمنيين المحاصرين.
يذكر أن مارتن غريفيتس أبلغ جميع أطراف الحرب اليمنية بوقف الاقتتال وقبول فكرة التفاوض لطي صفحة سنوات الدمار حيث وجد ليونة في مواقفهم وإبداء استعدادهم للجلوس إلى الطاولة، حيث قدموا ضمانات بأنهم سيحضرون أول جلساتها حيث أحاط أعضاء مجلس الأمن في جلسة علنية أول أمس، بآخر تطورات الموقف في اليمن.
وينتظر أن يبحث المتحاربون في حال نجح المبعوث الأممي في مساعيه وثيقة أعدتها الأمم المتحدة تضمنت آليات سياسية وأمنية لوقف إطلاق النار في اليمن في نفس الوقت الذي يتعين فيه القيام بجهد أكبر من أجل مواجهة الكارثة الإنسانية التي تتهدد حياة 14 مليون يمني بموت مؤكد بسبب المجاعة التي يعانون منها منذ عدة سنوات.