العلاقات الكورية ـ الأمريكية
بيونغ يونغ تهدد بتغيير اللهجة مع واشنطن
- 722
هدد الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بتغيير جذري في مواقف بلاده تجاه الولايات المتحدة في حال واصل الرئيس الأمريكي فرض العقوبات الاقتصادية على بلاده دون أن يمنعه ذلك من التعبير عن أمله في إقامة علاقات متميزة مع الولايات المتحدة.
وجاء هذا التحذير خلال خطاب ألقاء الرئيس الكوري الشمالي بمناسبة انتهاء عام ميلادي عرف تحولا كبيرا في علاقات بلاده مع الولايات المتحدة توج بعقد قمة تاريخية بينه وبين الرئيس الامريكي، دونالد ترامب بالعاصمة التايلاندية شهر جوان الماضي. ورغم الأهمية التي اكتستها القمة والوعود المتبادلة بين الدولتين برفع العقوبات الأمريكية في مقابل تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي إلا أن ذلك بقي مجرد حبر على ورق وأبقى معها الشكوك قائمة بين البلدين حول إمكانية إذابة جليد علق بعلاقات ”نارية” استمرت على مدى الستين عاما الأخيرة.
وقال الرئيس الكوري الشمالي دون مواربة إنه في حال لم تلتزم الولايات المتحدة بتعهداتها التي التزمت بها أمام العالم وواصلت في إبقاء عقوباتها وضغوطاتها فان بلاده من حقها الاحتفاظ بكل حقوقها من أجل الدفاع عن سيادتها ومصالحها العليا.
وأكد الرئيس كيم جونع أون، أنه مستعد لعقد قمة في أي وقت مع الرئيس الامريكي بهدف التوصل الى نتائج ستحظى دون شك بترحيب المجموعة الدولية.
ويتأكد منذ قمة جوان الماضي أن الزخم الإعلامي الذي أحاط بنتائجها بدأ يتبدد فاتحا المجال أمام شكوك حادة بين عاصمتي البلدين بسبب خلافات جوهرية كشفت عنها اللقاءات اللاحقة بين مسؤولي البلدين أو عبر الوساطة الكورية الجنوبية بسبب خلافات حول مسألة تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي الذي وضعه الرئيس الامريكي كشرط مسبق لتحقيق التقارب مع بيونغ يونغ.
وهي القضية المحورية أيضا بالنسبة للنظام الكوري الشمالي الذي لا يريد التضحية بهذا البرنامج دون ضمانات للحصول على تعويضات اقتصادية ضخمة تؤهل آخر الأنظمة الشيوعية في العالم للحاق بركب التنينات الآسيوية الصاعدة التي قطعت أشواطا كبرى على طريق الرفاه الاقتصادي بينما مازال اقتصاد كوريا الشمالية مدرجا في خانة الاقتصاديات المتخلفة.
يذكر أن الرئيس الامريكي، دونالد ترامب يصر على تفكيك الترسانة النووية الكورية والتأكد منها وتفتيشها قبل الحديث عن رفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها عليها وهو ما جعل الرئيس الكوري يتهم ”صديقه” دونالد ترامب، بانتهاج أسلوب ”مافيوي” للتعامل مع بلاده وهو ما جعله يعبر عن تشاؤمه من عدم تسجيل أي تقدم في المفاوضات بخصوص هذه القضية الحساسة.
وزادت حدة الشكوك بين البلدين بعد أن قام الزعيم الكوري الشمالي بتفكيك أحد المفاعلات النووية وكان ينتظر أن تقوم الادارة الأمريكية بالتفاتة تؤكد من خلالها حسن نيتها في التقارب الحاصل ولكنه فوجئ بتصريحات مغايرة تماما لما كان ينتظره.
وشعر الرئيس الكوري بخيبة أمل وهو الذي اعتقد أن تقاربه مع عدو الأمس سيمكن شعبه من تحقيق الطفرة الاقتصادية التي كان تعهد له بها بمجرد رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية على بلاده.
وحتى يؤكد حسن نواياه فقد راح الرئيس الكوري الشمالي، يؤكد أن بلاده لن تنتج ولن تجرب ولن تنشر صواريخ باليستية جديدة على عكس الخطاب الذي ألقاه بمناسبة حلول العام 2018 الذي توعد فيه بإنتاج أكبر قدر من الرؤوس النووية وصواريخ باليستية وتسريع عملية نشرها.