لضمان دخول المساعدات لجميع مناطق قطاع غزّة

تأكيد على تحرك عاجل وجاد للمجتمع الدولي

تأكيد على تحرك عاجل وجاد للمجتمع الدولي
  • القراءات: 384
ص. م ص. م

طالب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، سلامة معروف، أمس، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والجاد قبل فوات الأوان، لضمان دخول المساعدات لجميع مناطق قطاع غزة وتوفير حاجيات المواطنين من المواد التموينية والسلع الغذائية والأساسية، وأيضا توفير احتياجات القطاعات الخدماتية وفي مقدمتها المنظومة الصحية والبلديات والدفاع المدني.

ويرى معروف، عدم جدوى الرصيف العائم الذي أقامته الولايات المتحدة على ساحل غزة، مشيرا إلى عدم لمس أي مساهمة جدية له منذ تدشينه قبل شهر ونصف للتخفيف من كارثية الواقع الإنساني داخل قطاع غزة، وأوضح بأنه "لم يمر عبره منذ إنشائه سوى عدد محدود جدا من الشاحنات لا يتجاوز 120 شاحنة".

ويتأكد ذلك في أعقاب إعلان برنامج الأغذية العالمي، عن إيقاف إدخال مساعداته لغزة عبر الرصيف الأمريكي العائم بسبب مخاوف أمنية، وهو ما جعل المسؤول الإعلامي الفلسطيني، يؤكد أن هذا "الرصيف العائم كذبة إنسانية باعت من خلاله الإدارة الأمريكية الوهم للرأي العام العالمي، واستخدمته كغطاء لتجميل موقفها المنحاز والشريك للاحتلال في عدوانه على شعبنا، وإظهار أن لها جهودا ميدانية للتخفيف من وقع الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني إنسان داخل غزة".

وأشار إلى أنه لو كانت الإدارة الأمريكية جادة في توجهاتها للتخفيف من وقع الكارثة الإنسانية وصادقة في نواياها لمساعدة الشعب الفلسطيني "لضغطت على الاحتلال لفتح المعابر البرية وضمان دخول آلاف شاحنات المساعدات المكدسة بالجانب المصري، ولما ساهمت في تجميل صورة الاحتلال بالإدعاء كذبا أكثر من مرة على لسان عدد من مسؤوليها عن زيادة دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة".

وحمّل معروف، الولايات المتحدة إلى جانب الاحتلال تداعيات الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا جراء العدوان وعدم إدخال المساعدات، وظهور مؤشرات المجاعة في مختلف مناطق القطاع سيما في شمال غزة.

"الأونروا".. مستوى الدمار في غزّة كبير جدا

قال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، جوناثان فاولر، أمس، إن مستوى الدمار الذي خلّفه العدوان الصهيوني على قطاع غزة كبير جدا ويحتاج أكثر من 20 عاما لمحوه وإعادة الإعمار، وأضاف أن إعادة الإعمار ستكون مهمة ضخمة للغاية، خاصة عند إعادة بناء نظام التعليم واستقبال الأطفال وضمان عودتهم إلى المدارس وإعادة بناء العيادات المتضررة.

وأرجع المسؤول الأممي، صعوبة عملية الإعمار في غزة إلى مستوى الدمار الكبير جدا من تلال وأكوام من الأنقاض والحطام، علاوة عن الناس الذين يعيشون بين الأنقاض والأماكن المليئة بالقنابل والذخائر غير المنفجرة، وأوضح فاولر، أن "الأونروا" دفعت ثمنا غير عادي جراء العدوان الصهيوني وفقدت 192 من موظفيها منذ السابع من أكتوبر 2023، في رقم لم تشهده منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945.

وأشار إلى أن حوالي 170 من منشآت الوكالة الأممية في قطاع غزة تعرضت للقصف ولحقت بها أضرار بدرجات متفاوتة، لافتا إلى أن أكثر المنشآت تضررا هي المدارس بسبب توقف التعليم منذ بداية العدوان وتحولها إلى ملاجئ طوارئ للمواطنين الذين نزحوا إليها بحثا عن مكان آمن تحت حماية علم الأمم المتحدة.

وبينما أوضح أن حوالي 450 مواطن قتلوا وأصيب أكثر من 1400 آخرين في الغارات الصهيونية على منشآت وكالة الأونروا أو بالقرب منها منذ بداية العدوان، أكد أن هذه الأخيرة ستواصل العمل في غزّة رغم الدعوات لاستبدالها بوكالات أممية أخرى، وأوضح بالقول "نحن مكلّفون من الجمعية العامة للأمم المتحدة ولدينا مهمة محددة للغاية".

وفي سياق متصل، أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن مخطط الاحتلال الصهيوني من أجل تدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة "اصبح واضحا أمام العالم" بالنظر إلى أن طبيعة استهدافاته التي خلفت دمارا هائلا بجميع المؤسسات العامة مثل المدارس والمستشفيات والمقرات الأممية.

وأوضح الشوا في تصريح إعلامي أمس، أن الاحتلال "سعى دائما إلى تعميق الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المواطن الفلسطيني الذي يملك إرادة وصمودا ولكنه يحتاج أيضا إلى مقومات أساسية تبقيه على قيد الحياة"، مضيفا أن نسبة البطالة في قطاع غزّة بـلغت 80 بالمئة وقد تزيد تلك النسبة في ظل فقدان مقومات الحياة في القطاع وإغلاق المعابر ومنع دخول أي شيء قد يساعد في تحسين الوضع الاقتصادي وتشغيل القطاعات المختلفة".

ولفت مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إلى أن قطاع غزّة "كان منتجا أساسيا لكثير من الزراعات المختلفة بل ويصدرها للدول الأوروبية لكن نجحت قوات الاحتلال في تدمير كل الأراضي الزراعية وآبار المياه بالكامل"، منددا بفشل المجتمع الدولي بشكل واضح في الضغط الحقيقي على الكيان الصهيوني لوقف لعدوانه وإدخال المساعدات التي يحتاجها القطاع.