يهدّد بإشعال فصل مروع من الصراع الصهيوني الفلسطيني
تحذير أممي من القرار الصهيوني بشأن إعادة احتلال غزة

- 121

حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، ميروسلاف ينتشا، أن قرار الاحتلال الصهيوني الأخير بشأن قطاع غزة يهدد بإشعال فصل مروع آخر في هذا الصراع مع عواقب محتملة تتجاوز الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال المسؤول الأممي في اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط، عقد في وقت متأخر من مساء أول أمس، إن السبيل الوحيد لوقف المعاناة الإنسانية الهائلة في غزة هي من خلال وقف كامل وفوري ودائم لإطلاق النار، داعيا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون شروط.
ودعا الاحتلال الصهيوني إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى السكان بسرعة وأمان ودون عوائق. كما شدّد على ضرورة حماية المدنيين بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والذين يسعون للحصول على المساعدة.
وجدد ميروسلاف ينتشا التأكيد على أنه ما من حل عسكري للوضع في غزة، وقال "لن يكون هناك حل مستدام دون إنهاء الاحتلال الصهيوني غير القانوني وتحقيق حل الدولتين القابل للتطبيق"، مشددّا على أن "غزة يجب أن تظل جزء لا يتجزأ من دولة فلسطينية".
وكان الأمين العام للأمم الأممي، أنطونيو غوتيريس، قد أعرب عن قلق بالغ إزاء قرار الاحتلال الصهيوني بـ"السيطرة على مدينة غزة"، وقال إن هذا القرار يمثل تصعيدا خطيرا" ويخاطر بتعميق العواقب الكارثية بالفعل على ملايين الفلسطينيين وقد يزيد من تعريض مزيد من الأرواح للخطر.
من جانبه، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الاحتلال الصهيوني إلى وقف خطته للسيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة المحتل فور.
بدوره أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أن الاحتلال الصهيوني أثبت منذ زمن بعيد أن هدفه هو تدمير الشعب الفلسطيني من خلال التهجير القسري والمجازر لتسهيل ضم الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال منصور، في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة قرار الاحتلال الصهيوني توسيع العدوان على الشعب الفلسطيني وإعادة احتلال قطاع غزة، إن الكيان الصهيوني "يقتل فلسطين في غزة.. هذا هو هدفه"، مضيفا أن أكثر من مليوني ضحية هناك يعانون من عذاب لا يطاق، ولا يستوعبه العقل البشري.
وقال إنه "لم يعد مسموحا لنا خذلانهم أكثر من ذلك ولا يجب أن نكتفي بالشعور بالذنب أو العار.. وأن المجلس مدين بالتحرك الآن لإيقاف الإبادة الجماعية"، مضيفا أنه "لا يمكن نكران أن الكيان الصهيوني لا يبالي بما يقوله أحد. وأن كل ما يهم الآن هو القدرة على تحويل الإدانات إلى أعمال عادلة وأن التاريخ سيحكم على الجميع".
"الأونروا".. التقاعس والصمت عما يحدث في القطاع تواطؤ
أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أمس، أن التقاعس والصمت عما يحدث في قطاع غزة من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين، يعد تواطؤا في العدوان.
وفي منشور عبر حسابها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، أشارت الأونروا إلى أن "الأطفال في قطاع غزة يموتون من الجوع والقصف فيما يتم القضاء على أحياء وأجيال بأكملها". وشدّدت على أن "الوقت قد حان لتتحول الأقوال إلى أفعال ولوقف فوري لإطلاق النار في غزة"، مؤكدة أن "التقاعس والصمت عما يحدث في القطاع يعد تواطؤا". وفي إطار تغير بعض المواقف الغربية إزاء إسرائيل، أكد وزير الدفاع الايطالي، غيدو كروزيتو، بأن حكومة الاحتلال "فقدت العقل والإنسانية" فيما يخص الوضع في قطاع غزة، مشيرا إلى إمكانية فرض عقوبات عليها.
وقال وزير الدفاع الايطالي في حوار صحافي أنّ "ما يحدث أمر غير مقبول.. لسنا أمام عملية عسكرية تلحق أضرارا جانبية، بل إنكار مطلق للقانون وللقيم الأساسية لحضارتنا". وأضاف "نحن ملتزمون بالمساعدات الإنسانية، ولكن بعيدا عن الإدانة، يتعين علينا الآن أن نجد طريقة لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التفكير بوضوح". وردا على سؤال حول العقوبات الدولية المحتملة ضد إسرائيل، قال الوزير الايطالي إن "احتلال غزة وبعض الأعمال الخطيرة في الضفة الغربية تشير إلى تكثيف للأعمال العسكرية، ولمواجهتها يجب اتخاذ القرارات".
أستراليا تستعد للاعتراف بدولة فلسطين
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، أنطوني ألبانيزي، أمس، أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر انعقادها في سبتمبر المقبل. وأوضح ألبانيزي، في كلمة أمام البرلمان الأسترالي عقب اجتماع لمجلس الوزراء، أن هذه الخطوة تأتي تأكيدا على التزام أستراليا بحل الدولتين واعترافا بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وأكد أن الاعتراف لن يقتصر على الجانب الرمزي، بل يستهدف الإسهام في دفع عملية السلام قدما في منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الحراك الدولي للاعتراف بدولة فلسطين وفي أعقاب إطلاق 15 دولة غربية نداء جماعيا لاتخاذ هذه الخطوة خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل على خلفية الحرب الصهيونية المستمرة على غزة منذ 22 شهرا، والتي خلفت أكثر من 214 آلف ضحية بين شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال. وفي ماي الماضي، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين تبعتها سلوفينيا في جوان، ليرتفع عدد الدول المعترفة إلى 149 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.