"يونيسف" تطلق نداء لجمع 22 مليون دولار لتقديم مساعدات للأطفال
تحذير أممي من تفاقم الأزمة الإنسانية شرق الكونغو الديمقراطية

- 460

حذّرت الأمم المتحدة، أمس، من تفاقم الأزمة الإنسانية شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية إثر استئناف النزاع المسلّح وتصاعد حدته، ما أدى إلى سقوط عديد الضحايا المدنيين وتفجر موجة نزوح وسط تفشي خطير للأوبئة والأمراض المعدية.
نبّه المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيرمي لورانس، خلال مؤتمر صحفي بمدينة جنيف السويسرية إلى استمرار تفاقم أزمة حقوق الإنسان في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية مع اتساع رقعة الاشتباكات بين القوات المسلحة النظامية وحركة "23 مارس" نحو مقاطعة كيفو الجنوبية، وذلك بعد سيطرة المتمردين على مدينة غوما عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية. وأشار إلى أن القنابل سقطت مرتين على الأقل في مناطق نزح إليها سكان منذ بدء المعارك ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
وأكد لورانس توثيق إعدام "حركة 23 مارس" المتمردة ما لا يقل عن 12 شخصا في الفترة ما بين 26 و28 جانفي الماضي، مشدّدا على أن المفوضية قدمت طلبات عاجلة لحماية المدنيين وتعمل مع موظفي الأمم المتحدة وشركاء آخرين لضمان سلامة المدنيين. وسيطر متمردو حركة "إم 23" الأربعاء الماضي على مزيد من البلدات في شرق الكونغو الديمقراطية متجاوزين مدينة غوما الرئيسية في محاولة لتوسيع نفوذهم في المنطقة. وتقدّموا نحو وسط إقليم جنوب كيفو بعد سيطرتهم على عدة بلدات من بينها كالونجو وموكوينجا وفقا لما تناقلته وسائل إعلامية نقلا عن مصادر محلية.
وقال رئيس المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية، جان كاسيا، إن الوضع في مدينة غوما يمثل "حالة طوارئ صحية عامة واسعة النطاق"، محذّرا من أن النزاع الدائر فيها قد يؤدي إلى تفشي الأوبئة. وأضاف أن هذه "الظروف القصوى، إلى جانب انعدام الأمن والنزوح الجماعي، غذت طفرة فيروس جدري القردة"، لافتا إلى أن المتحور "1بي" من الفيروس الذي رصد في عديد البلدان في الأشهر الأخيرة، ظهر لأول مرة في مقاطعة جنوب كيفو المجاورة في عام 2023.
من جانبها، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" نداء إنسانيا لجمع 22 مليون دولار من المجتمع الدولي من أجل مساعدة الأطفال ضحايا النزاع المستفحل في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأكدت، في بيان صحفي أمس، على الحاجة الملحة للاستجابة الإنسانية في مواجهة التدهور السريع للوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي يعد نتيجة مباشرة لتكثيف عمليات القتال وزيادة عدد النازحين. وحذّرت "يونيسيف" من تدهور الوضع الإنساني في مقاطعتي كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تسبّبت أعمال العنف في تشريد 658 ألف شخص إضافي خلال الأشهر الثلاثة الماضية بينهم 282 ألف طفل.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن هذه الأموال ستمكّنها من تزويد هؤلاء المشردين بمياه الشرب والمرافق الصحية الكافية والأدوية وعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، فضلا عن خدمات الحماية، معربة عن قلقها إزاء تزايد عدد الأطفال المنفصلين عن أسرهم أو غير المصحوبين بذويهم، مما يعرضهم للخطر المتزايد للاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي.
ويشهد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المضطرب تفشي عديد الأمراض المعدية في ظل التطوّرات الأمنية في البلد، حيث سيطر مسلحو حركة "ام 23 " المتمردة على معظم أنحاء غوما عاصمة شمال كيفو وهي مدينة ذات كثافة سكانية عالية يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة من بينهم مليون نازح. للإشارة فإن حركة "23 مارس" المتمردة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية استأنفت مع بداية العام الجديد هجماتها في مقاطعتي "شمال كيفو" وجنوب كيفو، بما في ذلك الاستيلاء مؤخرا على بلدة ساكي، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية.