تديرها أجهزة الاحتلال بمشاركة أفراد وشبكات وأدوات مجنّدة
تحذير من حملات تضليل إسرائيلية ممنهجة

- 212

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، من حملات تضليل ممنهجة يقودها الاحتلال الإسرائيلي عبر "وحدة 8200" المتخصصة في التجسس والحرب الإلكترونية ونشر الشائعات، آخرها مزاعم كاذبة حول سفر قيادات فلسطينية من قطاع غزة.
أكد المكتب، أن هذه الرواية عارية تماما عن الصحة وأن الاحتلال يوظف أفرادا وشبكات وأدوات مجنّدين ومساندين للسردية الإسرائيلية، ليساعدوه في بث الأكاذيب ضمن حربه النفسية والإعلامية على الشعب الفلسطيني. ودعا أبناء هذا الأخير وكل الشعوب العربية إلى الحذر من الانجرار خلف هذه "السرديات الإسرائيلية" الزائفة أو ترديدها دون وعي وإدراك، لما تمثّله من خدمة مباشرة لأهداف الاحتلال.
ومع استمرار حرب الإبادة الصهيونية في أوجها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن جيش الاحتلال الصهيوني الفاشي يواصل عدوانه الهمجي على مدينة غزة، عبر القصف الممنهج للأحياء السكنية وتدمير الأبراج وتهجير المدنيين قسرا في جريمة تطهير عرقي وإبادة جماعية مكتملة الأركان، تستمر في ظل عجز دولي فاضح وغياب إرادة حاسمة لوقفها ومحاسبة مرتكبيها.
وقالت في بيان لها إن "رهان العدو على المجازر والتجويع والتدمير لتركيع شعبنا، أثبت فشله على مدار عامين من العدوان وسيفشل مجددا، فشعبنا الصامد ومقاومته الباسلة ماضون في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم بكل الوسائل المتاحة، وسيدفع الاحتلال ثمن جرائمه البشعة بحق أطفالنا ونسائنا وأبريائنا".
وأكدت الحركة أن "مجرم الحرب نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يتحمل المسؤولية الكاملة عن مصير جنوده الأسرى في غزة، ولن تفلح سياساته الإجرامية في استرجاعهم عبر القتل والقصف والتدمير".
وفي اليوم الـ710 من حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، استشهد ما لا يقل عن 25 فلسطينيا في غارات صهيونية استهدفت مختلف مناطق القطاع منذ الفجر من بينهم 20 في مدينة غزة، وذلك بعد تكثيف جيش الاحتلال استهداف بيوت وخيام النازحين في إطار دفعهم نحو التهجير القسري.
وتحت وقع الغارات العنيفة المتصاعدة على مدينة غزة، ينزح عشرات الفلسطينيين سيرا على الأقدام نحو جنوب القطاع بعد استهداف منازلهم وخيامهم ومراكز إيواء النازحين من دون وجود أمكنة آمنة يمكن أن يتوجهوا إليها.
وفي هذا السياق، أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، أن الاحتلال الصهيوني قصف خلال الأيام الأربعة الماضية، فقط 10 مبان تابعة للوكالة بمدينة غزة، من بينها 7 مدارس وعيادتين تستخدمان حاليا كملاجئ لآلاف النازحين.
وأوضح في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي أنه لا مكان ولا أحد آمن في مدينة غزة وشمالها، حيث تتزايد حدة الغارات الجوية بما يجبر المزيد من الفلسطينيين على النزوح نحو المجهول.
وفي تعليقه على الوضع بمدينة غزة، قال المسؤول الأممي لقد "اضطررنا لإيقاف الرعاية الصحية بمخيم الشاطئ الوحيد المتاح شمال وادي غزة، فيما تعمل خدماتنا الحيوية للمياه والصرف الصحي الآن بنصف طاقتها فقط"، مطالبا مجددا بوقف فوري لإطلاق النار.
وينفذ الاحتلال الصهيوني في الفترة الاخيرة حملة تدمير ممنهجة للمباني السكنية المرتفعة بمدينة غزة بما زاد في ارتفاع أعداد العائلات المشردة ودفعها إلى ظروف نزوح قاسية، في وقت تحذّر فيه عدة أطراف فلسطينية ومنظمات حقوقية من أن الهدف هو دفع الأهالي قسرا إلى النزوح جنوبا ضمن مخطط أوسع لتهجيرهم خارج القطاع.
ويرتكب الكيان الصهيوني منذ السابع أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل كل انواع الجرائم والمذابح من قتل وتجويع وتدمير وتهجير واعتقال، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
ومن قطاع غزة المنكوب إلى الضفة الغربية المحتلة، كثفت أيضا قوات الاحتلال الإسرائيلية اقتحاماتها في مناطق مختلفة، مع منع الطلاب من التوجه إلى المدارس في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، تزامنا مع استمرار اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
رغم المخاطر والتهديدات التي تحدق به
أسطول الصمود العالمي يغادر تونس باتجاه غزة
غادر "أسطول الصمود العالمي"، أمس، شواطئ تونس مبحرا باتجاه قطاع غزة في محاولة جديدة من ناشطين ومتضامنين جاؤوا من 44 دولة لكسر الحصار الصهيوني المطبق على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يعيش سكانه منذ قرابة سنتين على وقع عدوان جائر خلّف حتى الآن حصيلة ضحايا جد ثقيلة قاربت عتبة 65 ألف شهيد.
انطلقت السفينة من تونس بعد تأجيلات متكررة لأسباب أمنية وتأخير في تجهيز بعض القوارب وظروف جوية متقلبة، قبل أن يستجمع الأسطول قدراته ويعلن عن انطلاقه رسميا أمس من تونس.
وقالت الناشطة البيئية السويدية المعروفة، غريتا ثونبرغ، في تصريح صحافي قبل صعودها على متن السفينة في ميناء بنزرت في شمال تونس "نحاول إرسال رسالة إلى شعب غزة مفادها إنّ العالم لم ينسهم". وأضافت أنه "عندما تفشل حكوماتنا في تحمل المسؤولية، لا نملك خيارا سوى أن نأخذ الأمور بأيدينا".
من جانبها، نشرت ياسمين عكار، من اللجنة التنسيقية للجزء المغاربي من الأسطول، على موقع "إنستغرام" صورا لقوارب تونسية أبحرت أيضا في الساعات الأخيرة، مع رسالة كتبت فيها "يجب أن ينتهي حصار غزة" و«نحن نغادر تضامنا وكرامة ومن أجل العدالة".
أما النائبة الفرنسية ـ الفلسطينية في البرلمان الأوروبي، ريما حسن، والتي احتجزت، مثل غريتا ثونبرغ، على متن سفينة "مادلين" خلال رحلة عبور سابقة إلى غزة، فقد قالت بأنها "بالطبع" تخشى هجمات أخرى، مضيفة "نحن نستعد لسيناريوهات مختلفة". وأشارت إلى أنه تم توزيع أبرز الشخصيات، من بينها الممثلة الفرنسية، أديل هانل، على أكبر سفينتي تنسيق "لموازنة الأمور وتجنّب تجمع جميع الشخصيات البارزة على متن سفينة واحدة".
وانتقلت القوارب القادمة من إسبانيا إلى ميناء نزرت بعد إقامة مكثفة في سيدي بو سعيد بالقرب من العاصمة تونس. لتغادر بعدها حوالي عشرين سفينة الميناء وكان آخرها فجر أول أمس الاثنين.
وكان "أسطول الصمود العالمي"، الذي استقبلته حشود داعمة، قد أعلن أن سفينتين تابعتين له استهدفتا بهجمات بطائرات مسيرة ليلتين متتاليتين الأسبوع الماضي، ونشر فيديوهات داعمة. وعقب الإعلان الثاني، أدانت السلطات التونسية "الهجوم المدبر". وقالت إنها تجري تحقيقا.
وكان الأسطول، الذي يضم أيضا قوارب انطلقت في الأيام الأخيرة من كورسيكا بفرنسا وصقلية بإيطاليا واليونان، قد خطط في البداية للوصول إلى الأراضي الفلسطينية في منتصف سبتمبر الجاري، بعد محاولتين أحبطتهما إسرائيل في جوان وجويلية الماضيين.
بعد الإعلان عن ارتقاء ثلاثة آخرين
251 صحفي شهيد في غزة
ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى 251 شهيد صحفي منذ بداية حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على قطاع غزة، وذلك بعد الإعلان، أمس، عن استشهاد ثلاثة من الزملاء الصحفيين.
يتعلق الأمر بكل من الصحفي، محمد الكويفي، الذي يعمل صحفياً في وكالة "شهاب للأنباء" والصحفي، أيمن هنية، الذي يعمل مصورا ومهندسا للبث في وكالة "المنارة للإعلام" والصحفية، إيمان الزاملي، التي تعمل صحفية في شبكة "فلسطين نيوز".
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأشد العبارات، استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، مطالبا مجدّدا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحمل الاحتلال والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النّكراء والوحشية. كما طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة. وبممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.
ويواصل الاحتلال الصهيوني استهداف الصحافيين في قطاع غزة من أجل إسكات صوتهم وقتل الحقيقة والتعتيم على ما تقترفه قواته من جرائم يندى لها جبين الانسانية في حق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني المغتصبة حقوقه أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.