الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر من استمرار معاناة الروهينغا

تحذيرات من أزمة إنسانية وشيكة

تحذيرات من أزمة إنسانية وشيكة
  • القراءات: 903
ص/محمديوة ص/محمديوة

دقت الأمم المتحدة أمس، ناقوس الخطر من احتمال وقوع أزمة إنسانية في ظل استمرار فرار مئات الآلاف من أفراد أقلية الروهينغا المسلمة من الاضطهاد الممارس عليهم من قبل السلطات والقوات النظامية في بورما ذات الأغلبية البوذية.

وأعلنت الأمم المتحدة أنه وفي ظرف 11 يوما فقط فر إلى بنغلاديش ما لا يقل عن 125 ألف شخص غالبيتهم العظمى من مسلمي الروهينغا ليلتحقوا بما لا يقل عن 400 ألف آخرين استقروا سابقا في مخيمات لجوء تفتقد لأدنى متطلبات الحياة بعدما فروا من موجة العنف التي تستهدفهم بولاية راخين الواقعة شمال بورما.

وسجلت المنظمة الأممية خلال 24 ساعة الأخيرة فرار حوالي 37 ألف شخص عبروا الحدود في ظرف يوم واحد باتجاه بنغلاديش بما يؤكد الوضع المأساوي الذي تتخبط فيه هذه الأقلية المضطهدة، والتي تتعرض للإبادة والتقتيل الجماعي على يد قوات الجيش في بورما أمام أنظار العالم أجمع.

فمنذ 26 أوت الماضي، حيث شرع الجيش النظامي في بورما في شن عمليات عسكرية ضد هذه الأقلية لقي ما لا يقل عن 400 شخص مصرعهم، بل أن القوات البورمية حاصرت المنطقة ومنعت منظمات الإغاثة الدولية من تقديم المساعدات للمحتاجين الذين هم في أمس الحاجة إليها.

وحتى من تمكن منهم من الفرار يعيشون في ظل ظروف مأساوية بدون ماء ولا غذاء وفق ما أكده نور خان ليتون ناشط حقوقي معروف في بنغلاديش، والذي قال إن اللاجئين استقروا في مخيمات لجوء لا تتوفر لا على المياه ولا المؤونة نصبت عبر الطرقات وساحات المدارس وحتى في العراء دون أن تكفي لإيواء كل الفارين الذين يبحثون عن أماكن آمنة للبقاء فيها.

ويتواجد مخيمان اثنان للاجئين في كل من موتوبالونج ونيبارا وصلا إلى حد الانهيار ولم يعد بإمكانها استيعاب المزيد من اللاجئين بينما يعيش آخرون فى مواقع مؤقتة وقرى محلية.

من جانبه قال شوباش ويستاي، رئيس مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بمنطقة كوكس بازار البنغلاديشية، إنهم بدون أكل وماء وهم مرضى ويستحقون على الأقل سقفا يؤويهم.

أما فيفيان تان، المتحدث باسم المفوضية فقد أكد الحاجة الماسة للمأوى والأراضي لنصب مزيد من المخيمات وذلك بالتنسيق مع سلطات بنغلاديش التي اعتبرت هؤلاء اللاجئين عبئا كبيرا عليها وكانت رفضت في مرات سابقة استقبالهم على أراضيها.

وقال المسؤول الإنساني إن هؤلاء الأشخاص عبروا الحدود مشيا على الأقدام وساروا لعدة أيام واختبأوا عدة ليال في الأدغال وعبروا الأنهار دون أن يأكلوا. وأضاف أنهم يقتاتون فقط من شرب مياه الأمطار والينابيع بما أثر سلبا على حالتهم الصحية التي تدهورت بشكل لافت مع تسجيل إصابات خاصة لدى الأطفال.

وبينما أكدت مفوضية اللاجئين بأن عددا غير معروف من الفارين قد تقطعت بهم السبل على الحدود بين بورما وبنغلاديش، أعربت عن قلقها البالغ لمصير المئات منهم الذين يكونوا قد لقوا حتفهم في طريقهم الى بنغلاديش.

ورغم تعالي الأصوات خاصة من قبل المنظمات الإنسانية والأممية على غرار منظمة العفو الدولية والمفوضية العليا للاجئين ومطالبة بعض الدول الإسلامية كاندونيسيا وتركيا سلطات بورما بإنهاء مأساة الرهينغا، إلا أن السلطات في بورما بقيت صماء بل إنها تواصل دعهما للجيش وللجماعات البوذية المتطرفة التي تقترف أفضع الجرائم في حق أفراد هذه الأقلية المسلمة.