فرض الأمر الواقع وفرض سيطرته على الموارد الطبيعية للمنطقة.. الصحراء الغربية:
تحذيرات من استمرار المغرب في "حربه الهجينة"
- 197
ق. د
حذّر محللون سياسيون من استمرار المغرب في نهجه العدواني بالصحراء الغربية عبر “حرب هجينة” تشمل الاحتلال العسكري، والسيطرة على الموارد والتلاعب بالمعلومات واستعمال المساومة والابتزاز عن طريق تدفقات الهجرة غير الشرعية لتحقيق "مكاسب سياسية".
أكد المحلل السياسي، أليخاندرو لوبيز، في حوار مع موقع إسباني حول كتابه الجديد بعنوان "حرب المضيق"، أن المغرب يواصل سياساته العدوانية في الصحراء الغربية عبر "حرب هجينة" تهدف إلى فرض الأمر الواقع وفرض سيطرته على الموارد الطبيعية للمنطقة. وأوضح أن المغرب لا يكتفي بالاحتلال العسكري، بل يستخدم وسائل غير تقليدية تشمل الضغط السياسي والاقتصادي والسيطرة على الموارد والتلاعب بالمعلومات، بما في ذلك تسريب وثائق رسمية وتوجيه خطاب عام يخدم أهدافه الاستراتيجية بطرق مظللة تنتهك القانون الدولي.
وتكرس هذه الإجراءات الملتوية، بحسب لوبيز، وضعا قائما على حساب حقوق الشعب الصحراوي من دون تقديم أي حلول سياسية أو احترام للشرعية، مشيرا إلى أن استراتيجيات المغرب تشمل استغلال تدفقات الهجرة وتحويلها إلى أداة للضغط على إسبانيا. وهو توجه، أكد نفس المحلل، أنه يعكس عدم رغبة المغرب في التوصل إلى تسوية سلمية ويكرس احتلاله غير الشرعي، حيث يسعى إلى تثبيت وضع استعماري عبر سياسات استيطانية واقتصادية، في حين يظل الشعب الصحراوي مضطرا لمواصلة نضاله المشروع من أجل حقه في تقرير المصير والاستقلال، وفق القانون الدولي.
وفي سياق سياسة المغرب الرامية إلى تكريس احتلاله غير الشرعي للإقليم، أثارت خطوة الحكومة الإسبانية بالسماح بتدخل المغرب في محتوى التعليم داخل مدارسها الواقعة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، جدلا واسعا واعتبرت من قبل الصحراويين انتهاكا صارخا لهويتهم الثقافية وحقهم في تعليم مستقل. ونقل موقع "الانديباندني" في مقال بعنوان "إسبانيا تروج لثقافة مغايرة في المدارس الواقعة في المناطق الصحراوية المحتلة"، أن الاتفاقيات الأخيرة بين إسبانيا والمغرب سمحت للمحتل بوضع بعض المناهج داخل 11 مركزا تعليميا من بينها المدرسة الإسبانية في العيون المحتلة.
ويأتي هذا الإجراء، حسب نفس المقال، في ظل استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الصحراوية، حيث تعد المدارس الإسبانية من آخر المؤسسات التي تحمل آثار الإدارة الإسبانية السابقة، لكن السماح للمغرب بالتدخل في التعليم هناك يمثل انتهاكا صارخا للحقوق الثقافية للشعب الصحراوي ويؤكد استمرار سياسة الاحتلال القمعية. وجاء في مقال آخر بعنوان “عندما يتدخل الاعلام في التعتيم على احتلال المغرب للصحراء الغربية” نشر على موقع “لا تنسوا الصحراء الغربية”، أن القضية الصحراوية تظل ملفا مفتوحا يشهد انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان وفرض واقع الاحتلال على السكان المحليين، مشيرا إلى أن أي محاولة لتحويل هذا الملف القانوني والسياسي إلى مجرد نقاش ثانوي لا تخدم سوى تثبيت الوضع القائم على الأرض.
وفي سياق متصل، جدد الاتحاد العام للعمال الإسبان "فرع نافارا" تضامنه مع نضال الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير من منطلق أن الدفاع عن قضية الصحراء الغربية هو دفاع عن الكرامة وعن حقوق الإنسان. كما يحتضن مسرح "بيريز جالدوس" بجزر الكناري فعاليات ثقافية لكشف الانتهاكات المغربية في الجزء المحتل من الصحراء الغربية بمشاركة ناشطات وصحفيات ومنتجي أفلام بهدف إبراز الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان تحت الاحتلال المغربي.
ومع اتساع الحركة التضامنية الإسبانية مع عدالة القضية الصحراوية، أدانت منظمات طلابية وحقوقية صحراوية الانتهاكات الجسيمة لسلطات الاحتلال المغربي بحق الطلبة الصحراويين في سجون الاحتلال. ودعت المجتمع الدولي للتدخل العاجل من أجل الضغط لإطلاق سراح الطلاب المعتقلين وإيقاف مسلسل الاستهداف الممنهج لهذه الفئة من الشعب الصحراوي.