ارتفعت حصيلة ضحاياها إلى 18 قتيلا

تحطم مروحية "فجر ليبيا" يشعل فتنة بين طرابلس وطبرق

تحطم مروحية "فجر ليبيا" يشعل فتنة بين طرابلس وطبرق
  • 873

أشعل سقوط الطائرة المروحية التابعة لقوات "فجر ليبيا" الفتنة بين السلطتين المتنازعتين في ليبيا بعد أن اتهمت حكومة طرابلس غريمتها في طبرق باستهدافها عمدا، وهو الأمر الذي سارعت هذه الأخيرة إلى نفيه. وارتفعت حصيلة قتلى تحطم هذه الطائرة قبالة الشواطئ الغربية للعاصمة طرابلس إلى 18 قتيلا من بينهم قياديين في قوات "فجر ليبيا" على غرار العقيد حسين أبو دية، آمر المنطقة الغربية. 

وقال ربيع محمد، مسؤول فرق الانقاد إنه تم العثور على جثث 18 راكبا بعد عمليات بحث جديدة في مكان تحطم الطائرة التي أكد العقيد مصطفى الشركسي، المتحدث باسم القوات الجوية الموالية لحكومة طرابلس أنها تعرضت لعملية إطلاق نار كان سببا في تحطمها. وأدان العقيد الشركسي استهداف الطائرة المروحية التي قال أنها لم تكن مسلحة متمها مليشيات مسلحة موالية لحكومة طبرق المعترف بها دوليا بالوقوف وراء الهجوم الذي وصفه بـ«العمل الإجرامي".

وسارعت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية الموالية لحكومة طبرق إلى دحض هذه الاتهامات مؤكدة أنه لا علاقة لها بحادثة سقوط المروحية. وقال خليفة العبيدي، الناطق باسم القيادة العامة إن القيادة العامة للقوات المسلحة "تملك الشجاعة الكافية لتتبنى أي عملية تنفذها وحداتها في أي منطقة من البلاد". وقال الشركسي إن "المروحية التي كان على متنها 18 راكبا كانت متوجهة نحو طرابلس عندما تعرضت لإطلاق نار تسبب في تحطمها عرض البحر بمنطقة المايا إلى الغرب من العاصمة الليبية". 

وأضاف أنه تم العثور في بادئ الأمر على تسع جثث من بينها جثة العقيد حسين أبو دية آمر المنطقة الغربية لقوات "فجر ليبيا" متوقعا أن يكون كل الركاب قد لقوا حتفهم في هذا الهجوم. وحسب هذا المسؤول العسكري، فإن الطائرة المروحية وإضافة إلى أبو دية وطاقمها المتكون من ثلاثة أفراد كان على متنها ركاب مدنيين من بينهم موظفي بنكيين مكلفين بنقل أموال العمال.

والمفارقة أن حادثة تحطم الطائرة المروحية جاءت في نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن اتصالات هي الأولى من نوعها بين السلطتين المتخاصمتين في ليبيا ضمن مسعى لإطلاق حوار ليبي ـ ليبي بعيدا عن أي وساطة أممية أو دولية. ولا يستبعد أن تكون العملية مقصودة لإفشال مسار هذا الحوار الذي إن كتب له النجاح، فإنه سيكون ضربة قوية لمساعي الأمم المتحدة والدول الكبرى الداعمة لها في مسعاها الذي فشل إلى حد الآن في احتواء الأزمة الليبية وإقناع مختلف أطرافها بتوحيد صفوفهم تحت راية حكومة وحدة وطنية.

وهو ما يطرح التساؤل حول مستقبل الاتصالات بين السلطتين في طرابلس وطبرق ما إذا كانت ستستمر أم أن حادثة تحطم الطائرة سيكون لها أثره السلبي على مثل هذا المسعى الذي أعطى بريق أمل لإمكانية احتواء الفرقاء الليبيين لخلافاتهم بعيدا عن تدخل أي طرف أجنبي. يذكر أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي تقود مساعي حثيثة لاحتواء الأزمة المستعصية في هذا البلد، طالبت بفتح تحقيق شفاف لمعرفة حيثيات تحطم المروحية.

ودعت في بيان أصدرته أمس مختلف الأطراف المتصارعة في ليبيا إلى ممارسة أقصى قدر من ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تصعد في درجة التوتر. والدعوة نفسها وجهها مجلس حكماء وأعيان مصراتة الليبي الذي دعا الى إقرار الأمن ومحاربة الجريمة في ليبيا التي تعيش أزمة سياسية وأمنية منذ سقوط نظام معمر القذافي. وأوضح المجلس في بيان أمس أنه يسعى جاهدا لتوطيد المصالحة والتوافق بين الليبيين، مطالبا وزارتي الدفاع والداخلية ببذل مزيد من الجهود لتأمين الطرق البرية، وعلى رأسها الطريق الساحلي غرب طرابلس وحمايته من الممارسات الإجرامية.

ويشهد الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي الزاوية وطرابلس الممتد على طول 45 كلم، انفلاتا أمنيا بشكل متواصل بسبب الاشتباكات المسلحة التي تندلع بين الفينة والأخرى بين قوات "فجر ليبيا" وقوات موالية للجيش الليبي التابع للحكومة طبرق. وتعيش ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي فوضى أمنية وسياسية في ظل الصراع على السلطة بين مجلس النواب المنتخب والحكومة المؤقتة المعترف بهما دوليا واللذين يتمركزان شرق البلاد والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وحكومة الإنقاذ الوطني اللذين يتواجدان في العاصمة طرابلس.