لم يستسغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار البرلمان العراقي إلزام حكومة بغداد القيام باتخاذ إجراءات فورية لإخراج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق، وراح يهددها بفرض عقوبات قاسية في حال أقدمت على تنفيذ هذا القرار.

وتوعد الرئيس الأمريكي بإنزال عقوبات اقتصادية قاسية على العراق في حال أصرَّ على مطالبة بلاده بسحب قواته. وقال: "إن هم ألزمونا بذلك فإننا سنكون مضطرين لفرض عقوبات لن يسبق عهد لهم بها".

وتعامل الرئيس الأمريكي مع الموقف بنظرة منافع مالية، عندما أكد أن لبلاده قاعدة جوية مكلفة جدا في العراق، تقدر بملايير الدولارات، و«لن ننسحب إلا إذا عوّضنا عنها".

وتحتفظ الولايات المتحدة في هذه القاعدة بحوالي 5200 من عناصر قوات المارينز، الذين تم إبقاؤهم هناك منذ سنة 2007 لحماية مصالحها في العراق وكل منطقة الخليج. وأكدت كتابة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تشعر "بخيبة أمل" من دعوة البرلمان العراقي إلى إنهاء التواجد العسكري للقوات الأجنبية فوق الأراضي العراقية؛ في رد فعل على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس.

وحثت مورغن أورتاغوس الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، مختلف المسؤولين العراقيين، على إعادة النظر في هذا القرار بزعم أهمية العلاقة الاقتصادية والأمنية بين البلدين، والوجود المستمر للتحالف الدولي لدحر تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي "داعش".

وربط الرئيس الأمريكي العقوبات على العراق بكل مسعى إيراني لاستهداف أي رعية أو هدف أمريكي، وقال: "إننا سنضرب بسرعة وبقوة".

مشروع قرار يحد من صلاحيات ترامب العسكرية

ينتظر أن يصوت النواب الأمريكيون هذا الأسبوع على مشروع قرار يحد من صلاحيات الرئيس دونالد ترامب في اتخاذ القرارات العسكرية ضد إيران وإرغامه على العودة إلى الكونغرس قبل أي خطوة في هذا الاتجاه.

وقالت ناسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب إن مشروع هذا القانون يأتي تزامنا مع مسعى مماثل قام به السيناتور الديمقراطي تيم كين أمام مجلس الشيوخ. وأضافت بيلوسي أن مشروع القانون "يؤكد من جديد مسؤوليات الكونغرس الراسخة في المساهمة في اتخاذ القرارات الحاسمة التي تهم الأمة الأمريكية.

وجاء تحرك الحزب الديمقراطي بعد أن تجاهل الرئيس ترامب الانتقادات التي طالته من طرف نواب هذا الحزب بعد انفراده في اتخاذ قرار بتصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني وقال إنه ليس في حاجة إلى ضوء أخضر من الكونغرس حتى لو كان الأمر يتعلق بعمليات عسكرية أوسع. وذهب الرئيس الأمريكي إلى حد التهكم على هذه الانتقادات قائلا إن تغريداته على "تويتر" تحمل طابعا رسميا في حال قرر تنفيذ ضربات ضد إيران، كما تعد بمثابة إخطار مسبق لنواب الكونغرس. وقالت بيلوسي في رسالة باتجاه نواب حزبها، إن "إدارة ترامب نفذت غارة جوية استفزازية وغير متناسبة استهدفت مسؤولين عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى، مما عرض حياة الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين للخطر. وأضافت أن مسؤولية أعضاء الكونغرس تبقى قبل أي شيء آخر الحفاظ على سلامة الشعب الأمريكي.

وكرر الرئيس الأمريكي تهديده باستهداف مواقع ثقافية وتاريخية في إيران، في حال هاجمت طهران الولايات المتحدة في إطار الرد على الغارة الأمريكية التي قتلت فيها قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.