بعد قمة تاريخية جمعته بنظيره الروسي بألاسكا
ترامب يدعو إلى اتفاق سلام لاحتواء الأزمة الأوكرانية

- 135

انتهت القمة التي جمعت، مساء أول أمس، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلادمير بوتين بولاية ألاسكا الامريكية، ووصفت بــ«التاريخية"، بتفاؤل حول إمكانية التوصل إلى تفاهمات تقلص هوة الخلافات بين القوتين الغريمتين خاصة فيما يتعلق بتسوية الملف الأوكراني.
وكانت كل الأنظار متوجّهة إلى ألاسكا التي احتضنت أول لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي منذ عودة هذا الأخيرة إلى البيت الأبيض شهر جانفي من العام الماضي على أمل أن يقود إلى تقريب في وجهات النظر لحلّ عديد القضايا الخلافية تتقدمها الأزمة الأوكرانية.
ورغم أنه لم يتم الكشف عن ما جرى في المحادثات التي جمعت الزعيمين الغريمين لقرابة ثلاث ساعات كاملة، إلا أن كلا الرئيسين أدليا بتصريحات طبعها التفاؤل أعطت الانطباع بأن هذه القمة النادرة قد تشكل نقطة تحوّل مفصلية في مسار الحرب في أوكرانيا التي تشدد مع حلفائها الأوروبيين على ضرورة عدم استبعادها من أي تسوية.
والأمر الذي كان واضحا هو أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا الذي قال ترامب إنه يريده عند انتهاء القمة، والمفارقة أن الرئيس الأمريكي ألقى بشكل متزايد بمسؤولية "التوصل إلى اتفاق" على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقد استبعد، أمس، وقف إطلاق النار الفوري بين روسيا وأوكرانيا لكنه دعا بشكل مباشر إلى "اتفاق سلام".
وكان ترامب قال في تصريحات عقب اللقاء "حققنا بالفعل تقدما كبيرا اليوم"، موضحا أن "هناك نقاطا لم نتمكن من تجاوزها"، من دون الخوض في التفاصيل، وأشار إلى أن الشراكة الاستثمارية بين الولايات المتحدة وروسيا تحمل الكثير من الإمكانيات.كما وصف الرئيس الأمريكي في تصريحات أخرى اجتماعه مع بوتين بأنه كان "جيدا للغاية"، حيث قال "نحن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق، وعلى أوكرانيا أن توافق عليه"، قبل أن يضيف "تفاوضنا على نقاط تشمل حلف شمال الأطلسي والتدابير الأمنية وتبادل الأراضي"، وتابع "نصيحتي لزيلينسكي، الرئيس الأوكراني، أن يعقد صفقة".من جانبه قال بوتين إنّ المحادثات كانت "مفيدة ومفصلة" وجرت في "أجواء بنّاءة"، مشدّدا على أن الحل في أوكرانيا "يجب أن يكون مستداما ويأخذ في الاعتبار مخاوف روسيا الأمنية".
وهو ما يكشف عن توافق أمريكي ـ روسي يكون قد تمّ في القمة يأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية الروسية التي وضعتها موسكو شرطا أساسيا لأي اتفاق يقود لإنهاء عمليتها العسكرية في أوكرانيا. والمؤكد أنه من خلال هذه القمة ذات اللمسة الدافئة، يسجل الرئيس الروسي عودة مذهلة إلى الساحة الدولية بعد عزلة غربية محكمة بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا.
وحظي اللقاء "القمة" باهتمام غربي واسع خاصة من قبل الأوروبيين المطالبين بوقف الحروب الروسية ـ الأوكرانية، خاصة وأن أوكرانيا والأوروبيين كانوا يخشون أن تسمح هذه القمة لبوتين بالتلاعب بنظيره الأمريكي، الذي سبق أن أثار إمكانية تقديم تنازلات إقليمية.وهو ما جعل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يطالب أمس بمواصلة "الضغط" على روسيا حتى "التوصل إلى سلام قوي ودائم يحترم حقوق أوكرانيا"، أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فقد اعتبر من جهته أن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تقربنا أكثر من أي وقت مضى" من إنهاء الحرب في أوكرانيا.
بالتزامن مع ذلك، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بما وصفه بـ"الحوار البنّاء" خلال قمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الجمعة بولاية ألاسكا الأمريكية. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، في تصريح صحفي "لقد أحطنا علما بقمة يوم الجمعة في ألاسكا بين رئيسي الولايات المتحدة والاتحاد الروسي ونرحب باستمرار الحوار البناء بين الدول الأعضاء .."، وأضاف أن غوتيريس يجدّد استعداد الأمم المتحدة لـ«دعم جميع الجهود الهادفة لتحقيق السلام".