الرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية يستلم مهامه رسميا
ترامب يعود للبيت الأبيض

- 476

تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أمس، رسميا كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة لعهدة ثانية من أربع سنوات، يعود فيه إلى البيت الأبيض من بابه الواسع بعد أن فاز في انتخابات نوفمبر الماضي، بفارق كبير على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وجرى حفل تنصيب الرئيس العائد من داخل أسوار الكونغرس وذلك لأول مرة منذ 40 عاما بسبب تعذّر إقامته كما جرت العادة في الهواء الطلق أمام مبنى الكابتول، نتيجة انخفاض درجات الحرارة إلى سبع درجات ما دون الصفر، وتعرض العاصمة واشنطن لعاصفة قطبية. وبيده الموضوعة على نسخة من الإنجيل ورثها عن والدته، أدى الرئيس الـ47 للولايات المتحدة اليمين الدستورية، متعهدا بحماية الدستور وسط ترقب محلي وعالمي بسبب حجم التغيير الذي وعد به الجمهوري ترامب، صاحب الـ78 عاما.
ووفقا للتقاليد الرئاسية المعمول بها في الولايات المتحدة، فقد خصص يوم التنصيب إلى حد كبير للطقوس والبروتوكولات، حيث غادر الرئيس المنتهية عهدته جو بايدن، البيت الأبيض وحل محله خليفته دونالد ترامب، الذي تعهد بتوقيع في يومه الرئاسي الأول مجموعة من الأوامر التنفيذية حول مواضيع تتعلق بأمن الحدود وإنتاج النّفط والغاز وغيرها.
وعشية تنصيبه رسميا توجه ترامب، بخطاب "قوي" لأنصاره وعد خلاله بتنفيذ جملة من القرارات المصيرية أهمها التصرّف بسرعة وبقوة وبوقف الغزو عند الحدود مع المكسيك، كما تباهى بأنه حقق السلام في الشرق الأوسط دون أن يكون رئيسا، في إشارة واضحة إلى اتفاقي وقف إطلاق النّار المعلنين سواء في لبنان أو قطاع غزّة، والتي كان لإدارة ترامب اليد العليا في الضغط على الكيان الصهيوني للتوقيع عليهما ووقف آلة دماره الدامية.
وبدى الجدل واضحا بين إدارتي ترامب وبايدن لمن ينسب لها الفضل، في وقف "صوت البنادق" في هذه المنطقة الساخنة، حيث تقول الإدارة المنتهية عهدتها إنها هي صاحبة الجهد في صياغة خاصة اتفاق وقف إطلاق النّار في غزّة، والذي طرحته واشنطن منذ شهر ماي الماضي، لكن من دون أن تمارس الضغط الكاف على حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو، لحمله على توقيعه.
ويرى كثيرون أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، عاد هذه المرة بثقة كاملة أكثر من المرة الأولى لأن لديه الآن خبرة أكثر، حيث انتهى من إعداد حكومته التي باشرت مهامها حتى قبل استلامه رسميا مقاليد الحكم، وهو يسيطر سيطرة شبه مطلقة على الحزب الجمهوري، في تطور لم يتوفر له قبل ثماني سنوات بما يفسر هذه الثقة المطلقة التي يتحدث بها حاليا.
والمؤكد أن عودة ترامب، إلى البيت الأبيض لا تهم فقد الداخل الأمريكي، بل كل العالم يتابع باهتمام بالغ وترقب شديد ما سيحمله في جعبته هذا الملياردير المعروف بشعبويته وقراراته الجريئة والمثيرة للجدل والمبنية على منطق المصلحة وفق شعار "أمريكا أولا". فمن موسكو وبيكين وطهران مرورا بمختلف مختلف العواصم الأوروبية ووصولا إلى دول أمريكا اللاتينية والعالم العربي والإسلامي والأفارقة، طغت الحيطة والحذر والتوجّس على تصريحات ومواقف هذه العواصم من طريقة تعامل ترامب معها.
ولم يخف الوزير الأول الفرنسي، فرونسوا بايرو، مخاوفه من ذلك، حيث حذّر أمس، من خطر "سحق" فرنسا والاتحاد الأوروبي بسبب السياسة المعلنة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي افتتحت أمس، إذا لم يفعلوا شيئا للرد. وبينما عبّرت ايران عن أملها في أن تتبنّى إدارة ترامب "مقاربة واقعية" اتجاهها تكون قائمة على أساس احترام المصالح وشعوب المنطقة من بينها الأمة الإيرانية، هنّأ الرئيس الروسي فلادمير بوتين، نظيره الأمريكي ترامب بتنصيبه الرسمي رئيسا للولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه "منفتح على الحوار" بخصوص أوكرانيا من أجل التوصل إلى "سلام دائم".