بلغة المنتصر وبشعار "لا شيء يوقف الحلم الأمريكي"
ترامب يلقي أول خطاب أمام الكونغرس

- 130

"لا شيء يمكن أن يوقف الحلم الأمريكي" بهذه العبارة قدم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نفسه على أنه "منتصر" في أول خطاب مطول دام ساعة و40 دقيقة يلقيه رئيس أمريكي أمام الكونغرس الذي يشهد انقسامات حادة غير مسبوقة.
ركّز خطاب ترامب، الذي استعرض فيه ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء رؤية إدارته للسياسات الداخلية والخارجية، على ملفات حساسة مثل التعريفات الجمركية واتفاقية المعادن مع أوكرانيا إلى جانب مساعي ضم غرينلاند واستعادة السيطرة على قناة بنما، مع وعود بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة وشنّ حرب على عصابات المخدرات المكسيكية.
في الملف الأوكراني أعلن ترامب أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مستعد لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة "في أي وقت"، موضحا أنه تلقى رسالة رسمية تعلن استعداد أوكرانيا للتفاوض مع روسيا.
وجدّد الرئيس الأمريكي في خطابه التعبير عن رغبته بأن تسيطر بلاده على غرينلاند، مؤكدا لسكان الإقليم الدانماركي المتمتع بحكم ذاتي أن الولايات المتحدة "ستحافظ على سلامتكم". وقال "نحن بحاجة إلى غرينلاند حقا من أجل الأمن العالمي الدولي .. وأعتقد أننا سنحصل عليها.. بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليها... معا.. سنأخذ غرينلاند إلى آفاق لم تتخيّلها من قبل".
كما أعلن أن الولايات المتحدة ستستعيد السيطرة على قناة بنما، التي يؤكد في كل مناسبة أنها ممر استراتيجي لا يمكن أن يبقى خارج النفوذ الأمريكي بحجة ضمان المصالح التجارية والاقتصادية للولايات المتحدة في المنطقة. وتطرّق إلى مسألة الأسرى الإسرائيليين من حاملي الجنسية الأمريكية الذين لا زالوا في قبضة المقاومة في قطاع غزة، والذين قال إنه سيعيدهم من دون أن يقدّم مزيدا من التفاصيل.
واختتم ترامب خطابه بالتأكيد أن "أمريكا عادت"، مشدّدا على أن "الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه" وأن بلاده، التي قال إنها أصبحت أقوى وأكثر استعدادا لتحديات المستقبل، على وشك تحقيق "عودة لم يشهد العالم مثيلا لها".
وشهدت الجلسة المشتركة للكونغرس، أجواء متوترة تخلّلتها احتجاجات من بعض أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، حيث تم طرد النائب الديمقراطي، آل غرين بعدما، رفض التوقف عن الاحتجاج بصوت عال. وواجه ترامب صيحات استهجان من بعض المشرعين الديمقراطيين أثناء حديثه عن سياسات الهجرة مما زاد من حدة التوتر في قاعة الكونغرس.
وأبرزت وسائل الإعلام الأمريكية الانقسام الواضح في السياسة الأمريكية، مع تباين كبير في كيفية تناول الخطاب استنادا إلى الأيديولوجيا السياسية لكل وسيلة إعلام، مما عكس بشكل ملحوظ الانقسامات الحادة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية. فبينما سلطت بعض وسائل الإعلام الكبرى الضوء على الانقسامات والصراعات الداخلية، أشادت وسائل الإعلام المحافظة بالخطاب باعتباره علامة على القيادة القوية والفعّالة.