مرور 43 عاما على الاحتلال المغربي للصحراء الغربية
تقرير المصير يبقى حلم الصحراويين رغم المكائد المغربية
- 1315
مرت أمس، ثلاثة وأربعون سنة منذ قرار العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، تنظيم حملة عسكرية لغزو إقليم الصحراء الغربية مباشرة بعد انسحاب المحتل الإسباني ضمن ما عرف بالاتفاقية الثلاثية بين مدريد والرباط ونواقشوط.
وهو القرار الذي مايزال الشعب الصحراوي يدفع ثمنا قاسيا له بسبب المعاناة التي يعيشها يوميا داخل المدن المحتلة، حيث الحرمان والتعسف والملاحقات البوليسية والزج في زنزانات السجون البائسة.
والمفارقة أن إحياء الصحراويين لمثل هذه الذكرى التعيسة تزامن هذا العام مع اجتماع أعضاء مجلس الأمن الدولي الذي عكف ليلة أمس، على مناقشة ملف النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا ليس فقط لتمديد عهدة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية «مينورسو» ولكن أيضا مناقشة آليات إجلاس طرفي النزاع إلى طاولة مفاوضات مباشرة بداية شهر ديسمبر القادم على أمل التوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع وطي صفحة الاحتلال المغربي إلى الأبد.
ومازال الصحراويون الذين عايشوا تلك الأحداث المأساوية يتذكرون مشاهد الاجتياح التي قادها الملك المغربي الراحل نهاية شهر أكتوبر سنة 1975 ضمن ما وصفها بالمسيرة الخضراء التي تحولت إلى مسيرة حمراء بسبب دماء الصحراويين التي سالت في مختلف المدن التي شملتها عملية الاجتياح وعائلات صحراوية شرد أفرادها أمام مستوطنين مغربيين ممن نفذوا نزوة التوسع التي سكنت مخيلة الملك المغربي الحسن الثاني.
وتأكدت هذه النزعة أكثر سنة 1991 عندما أمر بتنظيم مسيرة أخرى شارك فيها أكثر من 200 ألف مغربي زعم حينها أنهم مواطنون صحراويون سيشاركون في استفتاء تقرير المصير ولكنهم في الأصل مستوطنون جدد، عزز بفضلهم احتلال الصحراء ضمن خطة لتفادي أي نتيجة غير سارة في حال تمكنت الأمم المتحدة من تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، كما تضمنت ذلك لوائح مجلس الأمن الدولي.
إلا أن محاولات المخزن لطمس كل ما هو صحراوي عبر سياسة الأمر الواقع التي عمد إلى فرضها فشلت في تحقيق ذلك إذ كلما مر يوم إلا وزادت قناعة الصحراويين في حقهم في كسر هذه الهيمنة ووضع حد لاحتلال مقيت بدليل عشرات الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال والمظاهرات اليومية في مختلف المدن الصحراوية تعبيرا عن رفضهم للأمر الواقع المغربي.