فيما دخلت 250 شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية قطاع غزة
تواصل عدوان الاحتلال الصهيوني على جنين وطولكرم

- 382

دخلت 250 شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية من بينها 20 شاحنة وقود، أول أمس، إلى قطاع غزة، عبر منفذي "العوجة" البري و«كرم أبو سالم" بمعبر رفح البري، وفقا لوكالة الأنباء المصرية، في وقت تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على جنين وطولكرم ومخيم نور الشمس وسط تعزيزات عسكرية ومداهمات وحرق للمنازل.
ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، أن طبيبا وسيدة أصيبا برصاص الاحتلال الصهيوني، أول أمس الخميس، في جنين التي تتعرض للعدوان الصهيوني، حيث أصيب الأول بالرصاص الحي على مستوى القدم في منطقة حي الزهراء، بينما أصيبت الثانية بالرصاص الحي في مخيم جنين، خلال محاولتها الوصول إلى منزلها ونقل أغراض خاصة منه، مع العلم أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص بشكل مباشر تجاه طاقم الإسعاف الذي حاول الوصول إلى السيدة المصابة ونقلها.
وواصل الاحتلال الصهيوني تحركاته بالدبابات في أطراف مخيم جنين وفي عدة أحياء منه، كما أغلق عدة طرق في حي الهدف، واعتقل مواطنا على دوار الجلبوني، في مدينة جنين، ودمر خط المياه الرئيسي في "بئر السعادة"، بعد إعادة طواقم بلدية ومحافظة جنين تأهيله، ما أدى لقطع المياه عن عدة أحياء في المدينة.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد أعلنت أن الضفة الغربية المحتلة تعاني من تبعات حرب الكيان الصهيوني على غزة، وأن الاحتلال اغتال 50 مواطنا فلسطينيا في 5 أسابيع.
ويواصل الاحتلال الصهيوني حرق منازل داخل مخيم جنين وجرف طرق وتوسيع طرق أخرى، ويستمر جنوده في منع وملاحقة المواطنين الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم لأخذ مستلزماتهم الضرورية كالملابس والأغطية، خاصة في ظل الظروف الجوية الباردة واقتراب شهر رمضان المبارك. كما يمنع الاحتلال الصهيوني الطواقم الصحفية المحلية والدولية من دخول المخيم لرصد الدمار والخراب داخله، وتغطية ممارسات الاحتلال بحق المواطنين فيه، إضافة إلى محاولات تغيير جغرافية المخيم من خلال فتح طرق جديدة داخله وإغلاق طرق أخرى، في وقت يواصل فيه الاحتلال عمليات حفر داخل المخيم تصل إلى عمق 3 أمتار.
وذكرت الوكالة أن قوات الاحتلال الصهيوني دفعت، الليلة الماضية، بتعزيزات عسكرية إلى المدينة وباتجاه مخيمي طولكرم ونور شمس، وجابت الشوارع والحارات وتمركزت على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، في وقت ما زالت تستولي على مباني سكنية في الشارع المذكور وتحولها لثكنات عسكرية وتنشر القناصة داخلها.
ويمضي الاحتلال الصهيوني في فرض حصار مطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، وينشر فرق المشاة داخل الحارات والأزقة وسط مداهمة للمنازل وتخريبها وتدمير محتوياتها، تزامنا مع إطلاق قناصته للرصاص الحي بشكل كثيف في منطقة جبلي النصر والصالحين في مخيم نور شمس.
وخلال العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها، ألحقت قوات الاحتلال الصهيوني دمارا كبيرا وكاملا في البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، الأمر الذي أسفر عن انقطاع الخدمات الأساسية عن كامل مخيمي طولكرم ونور شمس، وفاقم من معاناة المواطنين الذين ما زالوا في منازلهم.
ويشار إلى أن الجرافات العسكرية خلفت دمارا كبيرا وغير مسبوق في الطرق والأحياء السكنية، إضافة إلى تدمير الممتلكات من منازل ومحال تجارية بشكل كامل وجزئي، وآخرها هدم 26 بناية بشكل كامل في مخيم طولكرم وإحداث أضرار جسيمة في المباني والمرافق المحيطة بها، وإخطار الاحتلال نيته هدم 11 منزلا في مخيم نور شمس خلال الأيام القادمة، بذريعة شق طرق. كما أدى العدوان المتواصل للكيان الصهيوني على المنطقة إلى نزوح ما يقارب من 12 ألف مواطن فلسطيني من مخيم طولكرم وأكثر من 5000 مواطن من مخيم نور شمس.
في خضم ذلك، شددت وزارة الخارجية الألمانية، أمس، على أن خطط الاحتلال الصهيوني لإبقاء قواته في مخيم جنين بالضفة الغربية "غير مقبولة"، ونقلت مصادر إعلامية عن بيان للخارجية الألمانية - تعقيبا على العدوان الصهيوني في مدن شمال الضفة الغربية - أنه "وفقا لاتفاقيات أوسلو، فإن جنين هي المنطقة (أ)، وبالتالي فهي تخضع للمسؤولية الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية"، مشيرة إلى أن خطط الاحتلال الصهيوني لإبقاء قواته في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين على المدى الطويل "غير مقبولة".
وشددت الخارجية الألمانية على أن الإجراءات الصهيونية "تعزز هياكل الاحتلال التي يجب تفكيكها وفقا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 19 جويلية 2024، وزعزعة الاستقرار والأمن الهش للغاية بالفعل". ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ39 على التوالي، مخلفا 27 شهيدا وعشرات الإصابات، ودمارا واسعا في البنية التحتية والممتلكات، كما يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ33 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ20، وسط تعزيزات عسكرية، ومداهمات وحرق للمنازل. كما ألحقت قوات الاحتلال دمارا كبيرا وكاملا، في البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية عن كامل مخيمي طولكرم ونور شمس، وفاقم من معاناة المواطنين الفلسطينيين الذين ما زالوا في منازلهم.
الجزائر أدانت بشدة الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي من قبل الاحتلال الصهيوني
الجزائر تدعو إلى المساءلة والمحاسبة وتحقيق العدالة في فلسطين
أدانت الجزائر بشدة، مشاء الأربعاء الفارط، الانتهاكات الجسيمة المستمرة للقانون الدولي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، داعية جميع الدول وهيئات الأمم المتحدة إلى ضمان المساءلة والمحاسبة وتحقيق العدالة.
قال السفير الممثل الدائم للجزائر لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف والمنظمات الدولية بسويسرا، رشيد بلادهان في مداخلة له خلال جلسة الحوار مع المفوض السامي لحقوق الإنسان حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية مع ضمان المساءلة والعدالة، إن الجزائر "تدين بشدة الانتهاكات الجسيمة المستمرة للقانون الدولي من قبل قوات الاحتلال" الصهيوني و"كذلك المستوطنين، ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يقبع تحت نير الاحتلال لأكثر من 76 سنة".
وأعرب عن تقدير وفد الجزائر للمفوض السامي لحقوق الانسان، على تقريره وأخذه علما بمحتواه، مجدّدا التأكيد على أن "محاولات خلق تكافؤ بين القوة القائمة بالاحتلال ودولة فلسطين المحتلة، فيما يخص الالتزامات والواجبات، غير سليمة ولا تتوافق مع مقتضيات القانون الدولي على الرغم من ذكر التقرير للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وعلى الرغم من رفض الاحتلال التعاون مع مكتب المفوض السامي للتحقيق في كافة الانتهاكات.. وهو ما يعد تنصلا من كل الالتزامات والعهود الدولية".
وأشار إلى أنه "بعد عقود من عمليات القتل الممنهج والإخلاء القسري وهدم المنازل وإقامة المستوطنات غير القانونية وإقامة نظام الفصل العنصري، كانت حرب الإبادة الأخيرة في غزة جريمة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلا ومازالت آثارها الكارثية لحد الآن تعيق عودة الحياة الآمنة لسكان غزة".
وبالمناسبة، جدّد السيد بلادهان التأكيد على موقف الجزائر "الداعم لحق الشعب الفلسطيني في التمتع بكافة حقوقه وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفقا للمرجعيات الدولية المتعارف عليها، ودعوتها إلى ضرورة التزام القوة القائمة بالاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والسماح بعودة السكان إلى منازلهم مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون شرط أو قيد". وأضاف أن الجزائر "تدعو جميع الدول وهيئات الأمم المتحدة إلى ضمان المساءلة والمحاسبة وتحقيق العدالة وجبر الضرر في جميع انتهاكات القانون الدولي" من طرف الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني.