من أجل ضمان "المصداقية والشرعية" الكاملتين
توافق على تعزيز التمثيل الفعال لإفريقيا في مجلس الأمن
- 1318
أصبحت مسألة إصلاح مجلس الأمن الدولي، وخاصة فيما يتعلق بضرورة أن يكون لإفريقيا تمثيل فعال داخل هذه الهيئة الأممية، تحظى بتوافق أممي ودولي واسع وذلك من أجل رفع الظلم التاريخي عن القارة السمراء التي لا تمتلك أي من دولها حق النقض الذي لا يزال منذ عقود منحصرا في الأعضاء الخمسة الدائمين.
وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى تعزيز التمثيل الفعال لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي لضمان "المصداقية والشرعية الكاملتين" للمجلس، وقال في تصريحات أدلى بها خلال نقاش رفيع المستوى بشأن "معالجة الظلم التاريخي وتعزيز التمثيل الفعال لإفريقيا في مجلس الأمن"، أن هذا الاخير كان حجر الأساس للسلام والأمن العالميين منذ عام 1945، لكن التصدعات في أساسه أصبحت "أكبر كثيرا من أن يتم تجاهلها"، مشيرا أن العالم قد تغير لكن تكوين المجلس "لم يواكب ذلك".
وشدد على أن إفريقيا ممثلة تمثيلا ناقصا في هياكل الحوكمة العالمية، لكنها ممثلة بشكل مفرط في التحديات التي صممت هذه الهياكل لمعالجتها، حيث قال إن الصراعات والطوارئ والانقسامات الجيوسياسية لها تأثير كبير على البلدان الإفريقية.
وهو يعرض التحديات التي تواجه القارة السمراء، أشار الرقم الأول عن الأمم المتحدة إلى المفارقة الحاصلة في كون هذه القارة تستضيف ما يقرب من نصف جميع عمليات حفظ السلام الأممية، بينما تسهم بقوات خاصة بها في النقاط الساخنة العالمية على مر السنين، مضيفا أن أكثر من 40 بالمئة من قوات حفظ السلام الأممية إفريقية.
ونفس الطرح عبر عنه وزير الدولة البريطاني لشؤون إفريقيا والأمم المتحد، اللورد كولينز، الذي أكد بأن تمثيل إفريقيا الدائم داخل مجلس الأمن الدولي أصبح مسألة "ملحة" يجب النظر فيها في ظل التحديات التي يشهدها العالم اليوم.
وقال اللورد كولينز، خلال نفس المناقشة، أن "الوقت قد نفذ في ظل التحديات التي يواجهها العالم اليوم والتي تتجاوز أي حدود سيادية وأصبحت تشكل اختبارا للنظام الدولي الذي تدافع عنه الأمم المتحدة". وأوضح أنه "حتى تكون المؤسسات الدولية متعددة الأطراف تمثل العالم اليوم بشكل واقعي، يجب أن تكون فعالة قدر الإمكان. وبالنسبة لمجلس الأمن الدولي، فإن هذا يعني توسيع العضوية الدائمة والمؤقتة وهو ما يجب أن يشمل تمثيل إفريقي دائم كمسألة ملحة داخل المجلس".
ولم يخرج كد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، عن هذه القناعة بعدما أشار إلى أن إفريقيا لا تزال ممثلة تمثيلا ناقصا بشكل واضح في مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أن ذلك إساءة لمبادئ المساواة والإدماج.
وأوضح دينيس فرانسيس في إحاطته أن نقص التمثيل الإفريقي في مجلس الأمن يتعارض مع مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، داعيا إلى إصلاح هذه الهيئة الأممية لتعكس العالم كما هو الآن وليس كما كان عليه قبل ما يقرب من 80 عاما.
وأعرب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله في أن يكون لهذا معنى حقيقي لمعالجة هذا الظلم التاريخي وليس مجرد تعهدات فارغة بلا عمل، لأن مسألة التمثيل الفعال لأفريقيا في مجلس الأمن مرتبطة مباشرة بمصداقية الأمم المتحدة ذاتها، كمنظمة شاملة وديمقراطية.