المتفاوضون غلبوا حساباتهم على مصلحة شعبهم

"جنيف 2" تفشل في استعادة الطمأنينة لشعب فقد الأمل

"جنيف 2" تفشل في استعادة الطمأنينة لشعب فقد الأمل
  • القراءات: 1057 مرات

كما كان متوقعا، أذعن الأخضر الإبراهيمي للأمر الواقع وأعلن مكرها عن انتهاء مفاوضات "جنيف 2" بالفشل الذي كان يخشاه. وأعلن الإبراهيمي مرغما عن انتهاء ثاني جلسات هذه المفاوضات دون أن يحدد موعدا لاستئنافها وحمل الطرفين المتفاوضين مسؤولية هذه النهاية.

وقال الإبراهيمي في تصريح صحفي، أمس، وبكثير من الحسرة، "أعتقد أنه من الأفضل لكل طرف أن يفكر مليا في مسؤولياته وأن يحدد ما إذا كان يريد مواصلة المفاوضات من عدمه".

وأكدت تصريحات الوسيط الدولي في الأزمة السورية والنهاية الصفرية التي عرفتها هذه المفاوضات في جولتيها الأولى والثانية على شساعة الشرخ بين موقفي الجانبين واستحالة تحقيق أي تقدم في حال تمسك كل طرف بموقفه.

وكان الإبراهيمي وباتفاق مع وفدي الجانبين وافق على تمديد المفاوضات إلى غاية، أمس السبت، بدلا من نهار الجمعة عله يحقق اختراقا في آخر لحظة ولكنه اقتنع في النهاية أن ذلك لم يتحقق واضطره ذلك على إعلان انتهاء الجولة رافضا تحديد تاريخ لاستئنافها. وأرجع الإبراهيمي سبب هذا الفشل إلى تباين مواقف الجانبين حول القضايا التي يتعين حسمها قبل غيرها من القضايا الخلافية التي تضمنها بيان جنيف الأول نهاية جويلية سنة 2012.

وقال إن "الحكومة اعتبرت أن أهم قضية يجب حسمها تبقى الإرهاب بينما اعتبرت المعارضة أن السلطة الانتقالية تبقى أهم من أي شيء آخر". وأضاف "إنني بين هذا وذاك اقترحت أن نناقش خلال اليوم الأول مسألة العنف ومحاربة الإرهاب على أن نناقش خلال اليوم الثاني مسالة السلطة الانتقالية رغم قناعتي أن تخصيص يوم واحد لكل قضية لن يكفي في إيجاد حل لها".

وأوضح أن الوفد الحكومي رفض المقترح مما أثار لدى وفد المعارضة الشكوك حول إرادة الحكومة في مناقشة قضية الحكومة الانتقالية.

ورغم هذا الاحتقان إلا أن الموفد الدولي لم يصب بالتشاؤم وقال إنه منح للجانبين "فرصة للعودة إلى أنفسهم والتفكير بكيفية أفضل والعودة ثانية من أجل تجسيد بيان جنيف الأولى" مع تأكيده على أن تمنح الحكومة للوفد المعارض ضمانات بأن الحكومة الانتقالية ستكون لها كل الصلاحيات التنفيذية.

ولكن ذلك يبقى في نظر الكثيرين صعب المنال إذا سلمنا أن اعتراف دمشق بمثل هذه الصلاحيات يعني إقرارا منها بنزع كل صلاحيات الرئيس بشار الأسد وهو ما رفضته دمشق وسترفضه حتما.

وتصر المعارضة السورية على هذه النقطة بالذات لقناعتها أنها عقدة هذه الأزمة الدامية ومتى تم حسمها حسمت مأساة الشعب السوري. وهو ما جعل لؤي صافي الناطق باسم وفد المعارضة يؤكد أن الدعوة إلى جولة ثالثة من المفاوضات دون الحديث عن الحكومة الانتقالية يعد مضيعة للوقت.

وهو ما يدفع إلى الاعتقاد أن عودة الجانبين إلى طاولة المفاوضات تستدعي تحركات دبلوماسية إضافية سيكون فيها للولايات المتحدة وروسيا الدور الحاسم من أجل إقناع المتفاوضين بضرورة تقديم تنازلات متبادلة علها تفضي إلى نهاية سعيدة لازمة لم تحمل سوى الماسي لشعب ضاق به الحال وزاده فشل أمس خوفا ورعبا من غد لن يحمل سوى رائحة الموت والبارود.