بعد هدنة لم تدم سوى ساعات

جيش الاحتلال يعاود قصف مدن قطاع غزة بحقد أكبر

جيش الاحتلال يعاود قصف مدن قطاع غزة بحقد أكبر
  • 789
عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه للأهداف الفلسطينية بعد هدنة أحادية الجانب أقرها لعدة ساعات نهار أمس، ليستأنف قصفه ضد المدنيين الفلسطينيين بدرجة عنف أكبر. وفنّد بيان لقيادة جيش الاحتلال كل ما تردد عن احتمال سحب الوحدات الإسرائيلية الى خارج قطاع غزة، وأكد انه سيقوم بنشر وحدات أخرى رغم سحب بعضها ضمن خطة عسكرية مضبوطة مسبقا.
وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، الالتزام "بهدنة إنسانية" بخلفيات اجرامية في قطاع غزة لمدة سبع ساعات ما لبث أن خرقها دقائق فقط بعد سريان مفعولها عندما قام بقصف جوي أودى بحياة فلسطينية في الثامنة من العمر وأصاب العشرات الآخرين بجروح متفاوتة اثر سقوط قذيفة على منزل في منطقة الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأعلنت قوات الاحتلال عن هذه الهدنة وفق رغبتها في مناطق واستثنت أخرى بدعوى مواصلة عملياتها العسكرية وخاصة في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، التي عاشت أوضاعا مأساوية بسبب عمليات القصف الجوي التي تعرضت لها وشملت المستشفيات والمساجد والمدارس حتى تلك التابعة للأمم المتحدة.
وهو ما جعل حركة المقاومة الاسلامية تشكك في حقيقة النية الإسرائيلية وأكدت أنها لا تثق فيها بالنظر الى تجربة قرارات الهدنة السابقة التي انهارت جميعها لحظات بعد إقرارها بسبب افتعال الاحتلال لذرائع التملص منها وإلقاء بالمسؤولية في ذلك على حركة حماس.
وانفضح أمر حكومة الاحتلال بعد أكذوبة الضابط حيدار غولدن، الذي اتخذته ذريعة لاقتراف أبشع جرائم القتل والإبادة الجماعية في مدينة رفح، وأكدت أنها لن توقف عمليات القنبلة الجوية والبرية إلا إذا أطلق سراح هذا العسكري بدعوى أنه وقع في أسر حركة حماس.
وقد تبين بعد أيام أن الأمر لم يكن سوى مسرحية حاكها جيش الاحتلال لإيجاد المبررات للإمعان في قتل الأطفال والنساء الفلسطينيين وإبادة عائلات فلسطينية بأكملها.
واعتبرت حركة حماس أن التزام جيش الاحتلال بهذه الهدنة مجرد خديعة ونفاق إسرائيلي لتفادي سيل الانتقادات التي تعرضت لها بعد قتل 14 فلسطينيا في قصف استهدف مدرسة تابعة للأمم المتحدة بمدينة رفح.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أنها غير معنية بهذه الهدنة لأنها مجرد تحايل إسرائيلي، وإنها سترد على كل محاولة إسرائيلية لضرب مقاتليها في موقف مماثل لذلك  الذي اتخذته حركة الجهاد التي توعدت برد قاس بعد استشهاد دنيان منصور، أحد قيادييها الميدانيين بمنطقة جباليا.
والشعور بالشك في حقيقة النية الإسرائيلية كان أيضا لدى عامة سكان قطاع غزة الذين يئسوا من حقيقة هذه القرارات، وخاصة وأنه القرار الثامن الذي تعلنه إسرائيل وتكون أول من يخرقه وبدليل أنها قتلت عشرة فلسطينيين دقائق قبل الإعلان عن هذه الهدنة الجديدة مما رفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا طيلة شهر من التقتيل الإجرامي الى 1900 شهيد وأكثر من عشرة آلاف مصاب.
وفي تحد لمشاعر الفلسطينيين وكل الرأي العام العالمي الذي وقف ضد هذه المذبحة، راح الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يكذّب على العالم ويقول أن قواته لم تقتل المدنيين وأن من يفعل ذلك هي حركة "حماس" التي روعت الإسرائيليين بصواريخ القسام.
وهو تصريح يؤكد درجة الاستهزاء التي يكنها رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاه المجموعة الدولية، في تجاهل مقصود لصور مئات الأطفال الذين استشهدوا في أبشع عمليات التقتيل الجماعي في مختلف مدن القطاع.  
ورغم ذلك فإن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مازال يحلم بـ«وقف لإطلاق النار لتخفيف معاناة السكان المدنيين" في غزة، وهو موقف جاء بعد شهر كامل منذ بدء مأساة سكان القطاع. ولم يتفطن لا الرئيس الفرنسي ولا بان كي مون ولا أوباما ولا كل رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الى هذه الحقيقة المنكرة، وراحوا جميعا يؤكدون على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.