إثر أعمال عنف عنصرية استهدفت الجالية المسلمة

حاكم جريزة كورسيكا الفرنسية يمنع التظاهر

حاكم جريزة كورسيكا الفرنسية يمنع التظاهر
  • 543

منع حاكم جزيرة كورسيكا الفرنسية، أمس، تنظيم أية مظاهرات أو تجمعات بمدينة أجاكسيو إلى غاية الرابع جانفي القادم، وذلك بعد أعمال العنف التي شهدتها هذه الأخيرة خلال اليومين الماضيين واستهدفت الجالية المسلمة. وندد كريستوف ميرماند، حاكم الجزيرة، بما وصفها "بالأعمال الصادمة وغير المقبولة" إثر إقدام مجموعة من المتظاهرين المتعصبين على مهاجمة قاعة صلاة للمسلمين بمدينة أجاكسيو وخربوها وأحرقوا مصاحف وكتبوا عبارات معادية للعرب. ووقعت هذه الأعمال العدائية ضد المسلمين غداة تعرض إطفائيين وشرطي ليلة الخميس الى الجمعة الماضيين لكمين بنفس المدينة وإصابتهم بجروح سرعان ما نسبت إلى المسلمين المقيمين هناك دون حتى انتظار نتائج التحقيقات لكشف المسؤولين عن هذا الكمين. 

وهو ما أثار مخاوف من تنامي ظاهرة العداء للمسلمين والعرب على وجه الخصوص خاصة وأن المحتجين رفعوا شعارات ورددوا هتافات أقل ما يقال عنها أنها عنصرية على غرار "العرب.. ارحلوا" و«نحن في ديارنا" في إشارة إلى ترحيل المهاجرين من أصول عربية ومسلمة. وأمام هذه التطورات الخطيرة، قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنه "بعد الاعتداء غر مقبول على الاطفائيين يأتي تدنيس غير مقبول لمكان صلاة المسلمين". في نفس الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية برنار كازنوف أن "أعمال العنف غير المقبولة هذه لا يمكن أن تبقى بدون عقاب طالما أنها تمس قيم الجمهورية".

وكشفت هذه الأعمال العدائية التي تندرج في إطار ما يعرف بـ«اسلاموفوبيا" عن تنام خطير لأعمال العنف العنصرية التي أصبحت تستهدف المسلمين في أوروبا والتي تصاعدت حدتها خاصة بعد هجمات مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة شهر جانفي الماضي ثم تفجيرات باريس الدامية في 13 نوفمبر الماضي والتي تبناها ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية". بل أنها أكدت أن الجالية المسلمة والعربية المقيمة في الدول الغربية أصبحت تدفع ثمن أفكار تطرفية يغذها اليمن المتطرف في الدول الأوروبية الذي استغل الجرائم التي تقترفها تنظيمات إرهابية لا علاقة لها بالإسلام لتشويه صورة المسلمين والإسلام رغم أن هذا الأخير بريء من كل هذه الممارسات كونه دين تسامح جاء ليتمم مكارم الأخلاق وينبذ العنف.