فيما تنظم ندوة حول "حق تقرير المصير في الصحراء الغربية" بستوكهولم
حقوقي أممي يتهم المغرب بارتكاب جريمة ضد الإنسانية في الإقليم المحتل
- 1300
تحتضن العاصمة السويدية، ستوكهولم اليوم ندوة دولية يبحث المشاركون فيها مسألة "حق تقرير المصير في الصحراء الغربية"، وذلك على هامش انعقاد المنتدى السنوي لحقوق الإنسان بمدينة غوتنبرغ الذي تختم فعالياته اليوم. وسينشط الندوة التي يشرف على تنظيمها مركز ستوكهولم للقانون الدولي والعدالة، خبراء مختصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان، يتقدمهم المستشار القانوني الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة، هانس كوريل.
وأوضح المركز السويدي أن الشعب الصحراوي ما انفك يطالب طيلة أربعة عقود بحق تقرير المصير الذي ينتهكه المغرب رغم صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي الذي أكد على ضرورة ممارسة الشعب الصحراوي لهذا الحق". وعرف المنتدى تنظيم ندوة أخرى حول الصحراء الغربية، أشرفت عليها العديد من المنظمات السويدية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، ركزت خلالها بشكل خاص على "تقييم مسار السلام في الصحراء الغربية".
يذكر أن العلاقات بين مملكة السويد والمملكة المغربية عرفت خلال الأشهر الأخيرة فتورا ملحوظا بسبب الحملة الشرسة التي تشنها الرباط على هذا البلد الأوروبي بسبب مواقفه المؤيدة للقضية الصحراوية. وعشية تنظيم ندوة العاصمة السويدية حول الصحراء الغربية، اتهم جون زيغلر، عضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سلطات الاحتلال المغربية بارتكاب جريمة ضد الإنسانية في إقليم الصحراء الغربية الواقع تحت سلطته الاستعمارية منذ أربعين عاما. وأكد زيغلر أن التعجيل بتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية يبقى الخيار الوحيد الذي سيضع حدا للنزاع القائم في هذا الإقليم المحتل مؤكدا أنه "ما يجب الحصول عليه هو حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
وقال زيغلر على هامش الندوة التي نظمت بالمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة تحت عنوان "النظام الوحشي العالمي: ما هي البدائل بالنسبة لبلدان الجنوب" إنه "يجب استكمال مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية". وذكر بأن هناك "حق لتقرير المصير مسجل في ميثاق الأمم المتحدة" وأن "الاستعمار الإسباني انتهى سنة 1975 وفور ذلك قام المغرب بغزو إقليم ليس ملكا له". وقال السياسي السويسري المختص في علم الاجتماع إن "المغرب الذي ضم الصحراء الغربية بأساليب عسكرية للقهر وتعذيب السجناء السياسيين، يكون قد ارتكب جريمة ضد الإنسانية".
وهو ما قاده لانتقاد الأمم المتحدة التي قال إنها "فاشلة عموما" معتبرا أن بعثتها المكلفة بإيجاد آليات لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" تديرها قوى عدوانية متهما فرنسا "بالدفاع عن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية" وقال إنها "تستغل قوتها كعضو دائم في مجلس الأمن لمنع الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير المصير". وأضاف أن "تواجد المغرب بالصحراء الغربية يعد قوة استعمارية كلاسيكية مثل إسرائيل في فلسطين أوكما كانت فرنسا في الجزائر" معتبرا أنه على غرار "إسرائيل التي لن تعترف بأدنى حقوق الإنسان للفلسطينيين وتمارس إرهاب الدولة وفرنسا التي قتلت سجناء جبهة التحرير الوطني فإن أي قوة استعمارية تتصرف بنفس تلك الطريقة" في إشارة إلى الإدارة الاستعمارية المغربية في الصحراء الغربية.