أكدت استعدادها للدخول في مفاوضات غير مباشرة وفورية
"حماس" ترحب بقرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار

- 1349

رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باعتماد مجلس الأمن الدولي، أول أمس، لمشروع القرار الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لما يتضمنه من مبادئ تتماشى ومطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته في هذه المرحلة الحرجة والجد صعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
قال ممثل الحركة بالجزائر، يوسف حمدان، في تصريح أدلى به، مساء أول أمس، للصحافة الوطنية بأن حماس "ترحب بما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي والتأكيد حول وقف اطلاق النار الدائم والانسحاب التام من قطاع غزة وتبادل الأسرى وإعادة إعمار القطاع وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وكذلك رفض أي تغيير ديمغرافي او تقليص لمساحته والموافقة على إدخال المساعدات اللازمة".
وأكد حمدان استعداد الحركة للتعاون مع الوسطاء من أجل الدخول في مفاوضات غير مباشرة فورية حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته، كما أكد مواصلة "حماس" سعيها ونضالها مع كل أبناء الشعب الفلسطيني والمقاومة لإنجاز حقوقه الوطنية وفي مقدمتها دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير، مشيرا إلى أن "كرة اللهب في وجه الاحتلال لنرى موافقته على الانسحاب الشامل والكلي من القطاع ووقف اطلاق النار الدائم وايقاف هذا العدوان".
وكانت "حماس" أصدرت مباشرة بعد اعتماد مجلس الأمن مشروع القرار المطالب بوقف اطلاق النار في غزة، بيانا ترحيبيا أبدت فيه استعدادها للتفاوض حول التفاصيل من أجل تطبيق مضمونه جعل كاتب الدولة الأمريكي أنطوني بلينكن، يصف موقف "حماس" الذي يدعم قرار الأمم المتحدة بأنه "بادرة تبعث على الأمل".
وبموقفها الإيجابي رمت "حماس" بالكرة في مرمى حكومة الاحتلال التي يبدو أنها ستجد نفسها مضطرة للتعاطي بإيجابية مع القرار الأممي، حتى ولو كان ذلك ظاهريا، باعتبار الولايات المتحدة هي من قدمته في مجلس الأمن، وكل المجموعة الدولية تضغط في هذه المرحلة بشدة من أجل وقف شلال الدم في غزة ووقف آلة الدمار الصهيونية التي اودت بعد ثمانية أشهر بحياة أكثر من 37 ألف شهيد.
وهو ما يعني أن بلينكن، الذي طالب، أول أمس، من الدول العربية بالضغط على "حماس" لقبول مقترح وقف اطلاق النار، مطالب أيضا بالضغط على حكومة الاحتلال لحملها على الالتزام بمضمونه وضمان تنفيذه على أرض الواقع تفاديا لتكرار نفس التجارب السابقة التي اعتادت فيها حكومات الاحتلال المتعاقبة على التنصل من مسؤولياتها والدوس على القانون والشرعية الدولية وقتما شاءت وكيفما شاءت.
وفي نفس الوقت لم يجد ممثل الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة الذي كان قد أبلغ الولايات المتحدة بعدم قبول حكومة الاحتلال العديد من البنود التي يتضمنها القرار، سوى الانسحاب من قاعة المجلس بعد اعتماد القرار وترك دبلوماسية مبتدئة من اجل قراءة كلمة الكيان أمام أعضاء مجلس الأمن.
وقد لعبت الجزائر دورا محوريا في صياغة النص النهائي للقرار الذي أزعج سلطات الاحتلال، حيث أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن وفد الجزائر لم يتوان خلال المفاوضات في ادخال تعديلات واثراءات لنص القرار، كما لم يتردد في كسر إجراء الصمت عندما حاول الوفد الأمريكي التسريع في وتيرة المفاوضات وتمرير القرار ووضعها أمام الأمر الواقع.
وهو ما ألزم واشنطن مراجعة مشروعها لتضمنه بعض التعديلات المقترحة من الجزائر بطريقة جعلته مقبولا ليس فقط من طرفها ولكن من طرف أغلبية أعضاء المجلس التي صوتت لصالحه وكذا قبوله من طرف حركة المقاومة الإسلامية".