الأمم المتحدة تسجل عام 2023 الأكثر دموية على الإطلاق
دعوات لتجريم انتهاكات الاحتلال الصهيوني ضد العمل الإنساني
- 1276
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس، إلى تجريم انتهاكات الاحتلال ضد العمل الإنساني، ووقف إرهابه المتصاعد ضدَّ قطاع غزة والضفة والقدس والتحرك العاجل لتكثيف العمل الإنساني والإغاثي الداعم لشعب الفلسطيني وصموده على أرضه.
أصدرت "حماس" بيانا بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني المصادف لـ19 أوت من كل عام والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2008، أكدت فيه أن احتفاء المجتمع الدولي بهذا اليوم العالمي يضعهم جميعاً، دولاً وحكومات ومنظمات، أمام مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية وإنسانية، من أجل الوقوف مع قضيّة الشعب الفلسطيني العادلة وحقوقه المشروعة.
وقالت إن الفلسطينيين يتعرضون لأبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ الحديث، على مدار عشرة أشهر، والتي ستبقى وصمة عار على كل المتقاعسين والمتخاذلين في وقفها وإنهائها ومحاكمة مرتكبيها في المحاكم الدولية.
ودعت الأمم المتحدة ومؤسّساتها المتعددة وكل المنظمات الإنسانية إلى تحمّل مسؤولياتهم في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة وخاصة في قطاع غزة، مشدّدة على ضرورة مواصلة عملهم الإنساني المتضامن والمؤيد لحقوقه المشروعة في العيش بحرية وكرامة على أرضه المحتلة حتى انتزاع الحقوق والتحرير والعودة.
من جانبها، طالبت جامعة الدول العربية بإغاثة عاجلة لمواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة والسودان والكارثة التي خلفتها السيول والفيضانات في اليمن.
جاء ذلك في بيان نشرته جامعة الدول العربية بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني ونبّهت الأمينة العامة المساعدة رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة، إلى أن خطر تفشي وباء شلل الأطفال في قطاع غزة بفعل العدوان الصهيوني "قد يهدّد حياة الآلاف من الأطفال داخل القطاع"، مشدّدة على "ضرورة دعم وزارة الصحة بدولة فلسطين بالأمصال والتطعيمات العاجلة للتصدي لانتشار هذا الوباء والسماح أيضا للأطقم الطبية بالتحرّك بحرية داخل القطاع لتطعيم الأطفال".
وأكدت أبو غزالة، دعم الجامعة العربية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مشيدة في هذا السياق بدور هذه الأخيرة داخل القطاع رغم كافة الضغوطات التي تتعرض لها من قبل القوة القائمة بالاحتلال ومحاولات عرقلة عملها، داعية كافة الأطراف الدولية والدول المانحة إلى تقديم الدعم اللازم إلى الوكالة الأممية.
كما تطرّقت إلى الأوضاع الصعبة في السودان واليمن، مناشدة الدول المانحة من أجل تقديم المزيد من الدعم للنداء الإنساني للسودان المقدر بمبلغ 2.7 مليار دولار وإغاثة أيضا المتضررين من السيول والفيضانات التي ضربت محافظتي الحديدة وحجة اليمنيتين. وحثت الشركاء الإقليميين والدوليين والمنظمات الدولية والإنسانية على دعم جهود الحكومة اليمنية لمواجهة هذه الكارثة التي تفوق قدرتها في المناطق المنكوبة.
وبمناسبة اليوم العالمي الإنساني، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن عام 2023 كان "الأكثر دموية على الإطلاق" للمجتمع الإنساني العالمي، حيث قتل 280 عامل إغاثة في 33 دولة وهو "عدد مرتفع بشكل فاضح"، حيث يمثل زيادة بنسبة 137% مقارنة بعام 2022 عندما قتل 118 عامل إغاثة. كما أن "الأسوأ من ذلك أن العام الجاري قد يكون أكثر دموية".
وذكر المكتب الأممي في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني أن "عام 2024 قد يكون على مسار تسجيل حصيلة أعلى فداحة، فحتى 7 أوت الماضي قتل 172 موظف إغاثة"، موضحا أنه "تم تسجيل أكثر من نصف الوفيات في عام 2023 خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب في غزة في الفترة ما بين أكتوبر وديسمبر ومعظمها نتيجة لغارات جوية". وأشار إلى أنه منذ أكتوبر الماضي "قتل أكثر من 280 عامل إغاثة غالبيتهم من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا" في غزة وحدها".
من جهتها نظمت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمس، وقفة تزامنا مع اليوم العالمي للعمل الإنساني أمام مقر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا" في مدينة رام الله بالضفة الغربية طالبت خلالها بوقف حرب الإبادة المستمرة التي يشنها الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من عشرة أشهر على قطاع غزة.
واستنكر المشاركون في الوقفة صمت المجتمع الدولي إزاء استمرار عدوان الاحتلال الصهيوني الدموي والوحشي على القطاع، لافتين النظر إلى أن الأمر يعد مشاركة في الجريمة المركبة التي ترتكبها قوات الاحتلال بكل ما تشمله من قتل وتجويع وتعطيش وتهجير وتفقير وانتشار للأمراض.
ورفعت لافتات تنادي بالعمل من أجل الإنسانية والتدخل لوقف حرب الإبادة المفتوحة على قطاع غزة والتي أسفرت، في حصيلة غير نهائية، عن استشهاد أكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني ونزوح أكثر من مليوني شخص وتدمير ما لا يقل عن 70 في المائة من قطاع غزة.
توعدت بعودتها للواجهة بتواصل جرائم الاحتلال.. المقاومة تتبنّى العملية الاستشهادية بقلب الكيان الصهيوني
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالاشتراك مع "سرايا القدس" الجناح المسلّح لحركة "الجهاد الإسلامي" تنفيذ العملية الاستشهادية التي وقعت أول أمس، في عمق الكيان الصهيوني "تل أبيب".
وأكدت كتائب القسام، أن العمليات الاستشهادية بالداخل الفلسطيني المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات.
وكانت قوات الاحتلال قالت بأن التفجير الذي حدث مساء الأحد، في "تل أبيب" هو "عملية عدائية" وأن المنفذ وصل كما يبدو من منطقة نابلس في الضفّة الغربية، مقرة بأن "ما وقع صعب وخطير".
ووصف خبراء عسكريون، العملية الاستشهادية في قلب الكيان الصهيوني بأنها تطور نوعي واستراتيجي كبير في المواجهة بين الطرفين، مشيرين بأن قيام المقاومة بتنفيذ مثل هذه العمليات سيجعل البيئة الداخلية في إسرائيل غير آمنة، خاصة أن هناك فشلا أمنيا واستخباريا كبيرا جدا في توقع العمليات التي يمكن أن تنفذها المقاومة.
ويرى هؤلاء أن هذه العملية وحتى وإن لم تخلّف قتلى، إلا أن تنفيذها في هذا التوقيت يعطي دلالة واضحة على قدرة المقاومة على الانتقال إلى أساليب أخرى تزيد من زعزعة أمن الكيان الصهيوني الذي أصبح على المحك والمهدد بصواريخ وقذائف المقاومة وحزب الله أيضا وجهات أخرى.
وبالموازاة مع هذا التطور أفادت وسائل إعلام فلسطينية، أمس، بأن معارك ضارية تدور بين المقاومة وقوات الاحتلال في عدة مناطق بمحافظة خان يونس في جنوب قطاع غزّة، في حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حادثا صعبا تعرض له جنود الجيش في خان يونس صباح أمس، من دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية، مشاهد لطائرة مروحية إسرائيلية تنفذ عملية إجلاء لجنود جرحى جراء المعارك العنيفة التي اندلعت بمدينة حمد السكنية.
بالمقابل يستمر القصف الصهيوني المكثف على قطاع غزّة في إطار حرب الإبادة التي يتفنن الكيان الصهيوني في ارتكابها في وضح النهار، وأمام أعين العالم أجمع في حق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني العزّل في قطاع غزّة.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزّة أمس، عن استشهاد 40 وإصابة 134 آخرين في 3 مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن 40 ألفا و139 فلسطيني على الأقل استشهدوا وأصيب 92 ألفا و743 منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزّة في 7 أكتوبر الماضي.
وفي إطار تكرار نفس المشاهد الدامية والمروّعة منذ 318 يوما من هذا العدوان الهمجي استشهدت أمس، رضيعة فلسطينية وأصيبت العديد من النساء النازحات إثر إطلاق قوات الاحتلال النار بشكل مكثف على النازحين في منطقة الأصداء بخانيونس.
ومع استمرار المجازر الصهيونية أكدت منظمة التحرير الفلسطينية، أن الاحتلال يقوم بأعمال غير أخلاقية لإخفاء أدلة جرائمه ضد الفلسطينيين من خلال عمليات إخفاء واختطاف ونقل جثامين الشهداء واستخدام أسلحة كيميائية باتجاه أماكن المقابر الجماعية تعمل على تحلل الجثث بشكل سريع.
من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الصهيوني على غزّة.. "حماس" تؤكد تعاملها بكل مسؤولية مع جهود الوسطاء
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها تعاملت بكل مسؤولية مع جهود الوسطاء، وكل المقترحات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وإبرام صفقة تبادل للأسرى حرصا على حقن دماء الفلسطينيين ووضع حد لحرب الإبادة والتطهير العرقي والمجازر الوحشية التي ترتكبها حكومة وجيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة.
وذكرت الحركة في بيان لها أمس، أنها كانت قد أبدت موافقتها على مقترح الوسطاء يوم 6 ماي 2024، ورحبت بإعلان الرئيس بايدن وبما ورد في قرار مجلس الأمن الدولي، وتجاوبت مع المقترح الذي عرضه الوسطاء ووافقت عليه بتاريخ الثاني جويلية الماضي.
وإثر صدور البيان الثلاثي، طالبت "حماس" الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه عليها ووافقت عليه حتى لا تبقى المفاوضات تدور في حلقة مفرغة بسبب مماطلة حكومة الاحتلال ووضعها المزيد من الشروط والعقبات أمام التوصل لاتفاق، بما يخدم استراتيجيتها لكسب الوقت وإطالة أمد العدوان.
ولفتت إلى أنه "بعد الاستماع للوسطاء حول ما جرى في جولة المباحثات الأخيرة في الدوحة، تأكد لنا مرة أخرى بأن حكومة الاحتلال لا تزال تضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق من خلال شروط ومطالب جديدة، بهدف إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب".
وحسب الحركة، فإن المقترح الجديد "يستجيب لشروط الاحتلال ويتماهى معه وخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزّة وإصراره على مواصلة احتلال مفترق نتساريم ومعبر رفح وممر فيلادلفيا، كما وضع شروطا جديدة في ملف تبادل الأسرى،إلى جانب تراجعه عن بنود أخرى مما يحول دون إنجاز صفقة التبادل".
وهو ما جعل "حماس" تحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن "إفشال جهود الوسطاء وتعطيل التوصل لاتفاق والمسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الاسرائيليين الذين يتعرضون لنفس الخطر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني جراء مواصلة عدوانه واستهدافه الممنهج لكل مظاهر الحياة في قطاع غزّة".
وجددت الحركة التزامها بما وافقت عليه من قبل يوم 2 جويلية، والمبني على إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقرار مجلس الأمن الدولي، داعية الوسطاء لتحمّل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
ويأتي بيان الحركة في وقت يقوم فيه وزير الخارجية الأمريكية، انطوني بلينكن، زيارة شرق أوسطية جديدة التقى في أولى محطاتها أمس، برئيس الوزراء الاسرائيلي، بيامين نتنياهو، تندرج في إطار إعطاء جرعة تنفس لمفاوضات إطلاق النار التي استأنفت الخميس الأخير، في الدوحة وتستكمل جولة أخرى منها خلال هذا الأسبوع في القاهرة، في إطار ما يوصف بـ«الفرصة الأخيرة" للوف الحرب الدموية الصهيونية في قطاع غزّة وإبرام صفقة تبادل الأسرى.
من جهة أخرى، في بيان أخر وتعقيبا على قرار الرئيس الكولومبي، جوستافو بيترو، الذي جدد موقف بلاده منع تصدير الفحم إلى الكيان الصهيوني، ثمّنت حركة "حماس" هذا الموقف، معربة عن تقديرها لموقف جمهورية كولومبيا "الشجاع" في إنهاء العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني تنديدا بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. كما دعت كافة الدول إلى قطع علاقاتها مع هذا الكيان الفاشي، والعمل بكل الوسائل إلى مقاطعته وعزله وفرض عقوبات عليه ومحاكمة قادته كمجرمي حرب في المحاكم الدولية.
مواصلة الاحتلال استهداف فرسان الحقيقة.. استشهاد 196 صحفي منذ بدء العدوان على غزّة
ارتفع عدد الصحفيين الشهداء في قطاع غزّة، إلى 196 صحفي بعد ارتقاء الإعلامي الفلسطيني، إبراهيم مروان، إثر الهجوم الصهيوني الذي استهدف أول أمس، مجموعة من الصحفيين خلال تغطيتهم للعدوان الصهيوني في مدينة خانيونس الواقعة إلى جنوب قطاع غزّة.
أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، بأشد العبارات استهداف وقتل الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين وحمّله كامل المسؤولية عن ارتكاب هذه الجريمة النّكراء.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وذات العلاقة بالعمل الصحفي في العالم، إلى ردع الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة، والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف جريمة قتل واغتيال الصحفيين الفلسطينيين.
ونفس موقف الإدانة عبّر عنه "التجمع الإعلامي الديمقراطي" الإطار النقابي للجبهة الديمقراطية، الذي ندد بشدة باستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين من خلال إطلاق النار عليهم وإصابة أحدهم خلال تغطية الأحداث الميدانية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزّة.
وشدد على أن التغطية الإعلامية ستبقى مُستمرة، وأن السلوك الإرهابي للاحتلال ضد الصحفيين لن يطمس الحقيقة ولن يخمد الصوت الحر، مثمّنا الدور الشجاع لـ"فرسان الكلمة والصورة في مواصلة نقل الحقيقة إلى العالم". كما طالب بمحاسبة الاحتلال المجرم والعمل الفوري على تطبيق القرار "2222" الخاص بحماية الصحفيين والصادر عن مجلس الأمن الدولي.