عاد إلى البيت الأبيض بعد حسمه نتيجة الانتخابات بفوزه في الولايات المتأرجحة
دونالد ترامب.. الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية
- 441
تمكن المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من حسم اقتراع "الثلاثاء الكبير" لصالحه بعد أن أظهرت نتائجه الأولية تقدمه على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، ليعود مجددا إلى البيت الأبيض من الباب الواسع، كما سبق ووعد أنصاره قبل أربع سنوات حينما ضرب لهم موعدا في انتخابات 2024، قائلا "انتظروني سأعود".
أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الأمريكية فوز ترامب، في الولايات المتأرجحة بحصوله على 277 صوت في المجمع الانتخابي مقابل حصول منافسته هاريس على 224 صوت، ليحسم بذلك ترامب، سباق الرئاسيات إلى البيت الأبيض ويصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، باعتبار أنه يكفي الفوز بالانتخابات الرئاسية حصول المترشح على 270 صوت من المجمع الانتخابي.
وقال ترامب، في كلمة من مقر حملته الانتخابية بولاية فلوريدا "حققت فوزا تاريخيا، لقد فزنا في الولايات المتأرجحة وفي التصويت الشعبي وحققنا 315 صوت، وهذا شعور رائع يدل على محبّة الشعب". وأضاف أمام حشد من أنصاره "الرب أنقذني لينقذ البلاد، هذا فوز سياسي لم ير بلدنا مثيلا له من قبل، انتصاري توافق سياسي تاريخي، ونشكر الشعب الأمريكي على هذا الشرف بانتخابي رئيسا مجددا، اليوم انتصار للديمقراطية، لقد صنعنا التاريخ وتخطينا عقبات كثيرة".
ويمثل فوز ترامب، الذي كان يوصف خلال فترة حكمه الأولى ما بين 2017 إلى 2020 بـ«الملياردير الشعبوي"، عودة ملحوظة لرجل ترك الرئاسة وسط تدهور شعبيته في أعقاب أحداث اقتحام مبنى الكابتول في السادس جانفي 2021، على إثر انهزامه أمام الرئيس الحالي جو بايدن، وبعد انتقادات لاذعة وجهت إليه من قبل الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين دون أن يثبط ذلك عزيمته ويسقط حلمه في التربع مجددا على عرش بلاد العم سام.
ومنذ الوهلة الأولى انطلق ترامب، في رحلة استمرت أربع سنوات أعادته إلى قمة القوة في الولايات المتحدة، لكنه هذه المرة أحاط نفسه بطاقم محترف وذكي لينزع عنه ذاك الوصف الذي التصق به بأنه مشتت وفظ في خطابته الحاشدة.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن الأمريكيين يثقون في ترامب، أكثر من هاريس في قضيتين رئيسيتين في هذه الانتخابات، هما الهجرة والاقتصاد واللتان شددت حملته الانتخابية في التركيز عليهما بشدة، وأمامه حاليا أربع سنوات أخرى من الحكم، لكن هذه المرة مع منظمة سياسية أكثر تطورا تعمل معه وحريصة على تحويل وعود حملته الانتخابية إلى أفعال ملموسة.
وفتح فوز ترامب، الباب أمام عدة تساؤلات حول الأسباب والعوامل التي ساهمت في انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية بهذه النتيجة.. فهل لعبت ظروف التضخم والغلاء المعيشي الذي يعاني منه الأمريكيون لصالح ترامب وضد الديمقراطيين؟.
ثم ماهي الخطوات المتوقعة من الرئيس الجديد للولايات المتحدة ليس فقط على المستوى الداخلي وهو الذي لا يزال يردد شعار "أمريكا أولا"، ولكن أيضا على مستوى السياسة الأمريكية الخارجية، بما يطرح التساؤل إن كان ترامب، فعلا سيتمكن من إنهاء الحروب التي يشهدها العالم وفق ما جاء في خطابه للنّصر؟ وهل سيتقبل الديمقراطيون هذه النتيجة ويمضون قدما؟.
وكلها تساؤلات ستجيب عليها الأيام القادمة مع تولي ترامب، سدّة الحكم في الولايات المتحدة، والتي يجمع الكل أنها ستكون مريحة مقارنة بعهدته السابقة، خاصة مع فوز حزبه الجمهوري بمجلس الشيوخ وبالتالي سيطرته على الكونغرس، وهو ما يعني أن ترامب، لن يعاني ما عاناه سلفه وسيكون قويا وأكثر ثقة ببرنامجه وسياساته وهو يعود منتقما، ويرى التفويض الجديد له تصحيحا لما اعتبره تزويرا واستهدافا شخصيا خلال انتخابات 2020.
بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية
زعماء العالم يهنّئون ترامب
توالت التهاني أمس، بعد إعلان المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليخلف بذلك الديمقراطي، جو بايدن، الذي قضى أربع سنوات في البيت الأبيض.
فمن أوروبا إلى روسيا مرورا بدول العالم العربي، توالت رسائل التهاني لرئيس سبق وعرفه العالم بقراراته المتهورة وخارجيته المثيرة التي تسببت في كثير من الأحيان في إحداث حالة من الفتور حتى مع أقرب حلفاء واشنطن.
وكانت البداية من رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الذي هنّأ المرشح الجمهوري على ما وصفه بـ"نصره التاريخي" وأكد أن "العلاقة الخاصة" بين بلديهما "ستستمر في الازدهار".
وأبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استعداده للعمل المشترك، حيث قال "تهانينا للرئيس دونالد ترامب.. نحن مستعدون للعمل معا كما فعلنا لمدة أربع سنوات من أجل المزيد من السلام والازدهار." كما هنّأ المستشار الألماني، أولاف شولتس، فوز ترامب وأكد على ضرورة العمل مع الولايات المتحدة "من أجل تشجيع الازدهار والحرية".
وأشادت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، بما وصفته بـ"التحالف الراسخ" بين إيطاليا والولايات المتحدة، مهنّئة ترامب على انتخابه مجددا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
وبينما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، على أهمية العلاقات الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، على أن عودة ترامب إلى السلطة ستساعد في إبقاء الحلف "قويا"، مضيفا إلى أنه يتطلع "للعمل معه مجددا لنشر السلام".
وفي روسيا قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "منفتح على الحوار"، وأضاف أن "بوتين مستعد للحوار، لكن الولايات المتحدة تظهر الآن الموقف المعاكس" في نفس الوقت الذي أشارت فيه تقارير إعلامية إلى أن "موسكو ستحكم على رئاسة ترامب على أساس أفعاله".
وفي أول تعليق لها على فوز ترامب، قالت الصين إنها ستتعامل مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين.
من جانبه وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دونالد ترامب بـ«صديقي"، معربا عن أمله بأن "تصبح العلاقات التركية ـ الأمريكية أقوى".
وعلى الصعيد العربي كان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من السبّاقين لتهنئة ترامب، إضافة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأيضا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده محمد بن سلمان، معربين عن تطلعاتهم للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة وتعزيز العلاقات معها.
كما أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن تطلعه للعمل مع ترامب مرة أخرى. وقال في منشور له على منصة (إكس): "أتطلع لتعزيز علاقتنا وشراكتنا الاستراتيجية وتعزيز جهودنا المشتركة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".