رغم فشل القوى الكبرى في تحديد موعد جديد لعقدها
دي ميستورا يؤكد إمكانية استئناف المفاوضات السورية
- 683
أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس تفاؤله بإمكانية استئناف المفاوضات بين أطراف الحرب الأهلية في هذا البلد ولكنه شدد على ضرورة عدم تضييع الوقت وتأخير ذلك حتى لا تفقد الجلسات التي شرع فيها بمدينة جنيف السويسرية زخمها. وجاء تفاؤل دي ميستورا يوما بعد انتهاء ندوة دولية بالعاصمة النمساوية فشلت خلالها الدول المشاركة في التوصل الى اتفاق حول موعد جديد لاستئناف مفاوضات جنيف التي انهارت بين طرفي الحرب السورية الشهر الماضي دون أن تتمكن الأمم المتحدة من تحديد تاريخ جديد لالتئامها. ولم تجد دول "أصدقاء سوريا" سوى التأكيد أنها ستعود للاجتماع شهر أوت القادم دون أن تعطي ضمانات على ذلك في وقت باتت فيه الهدنة العسكرية المتوصل إليها نهاية شهر فيفري الماضي قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام في ظل تجدد المعارك وعمليات القنبلة الجوية في العديد من المحافظات السورية. يذكر أن اتفاق الهدنة كان شرطا وضعته الدول الكبرى من أجل إجلاس الجانبين المتحاربين الى طاولة مفاوضات غير مباشرة ما لبث الفرقاء أن خرقوها وسط تبادل للتهم حول الجهة السباقة الى ذلك.
وبرر الدبلوماسي الأممي تفاؤله بقناعة استحالة حسم الحرب السورية بالقوة العسكرية والتي أكدتها تجربة خمس سنوات من حرب أهلية مدمرة أودت بحياة قرابة 270 ألف شخص وهجرت قرابة خمسة ملايين سوري باتجاه مختلف الدول الأوروبية ودول الجوار بينما اضطر مئات الآلاف الآخرين إلى النزوح الى مناطق سورية أكثر أمنا. وإذا كان تفاؤل دي ميستورا يبرره دوره كوسيط في هذه الحرب فإن رهانات المجموعة الدولية بالتوصل إلى وقف نهائي للاقتتال وفتح أروقة إنسانية لإيصال المساعدات للسكان المحاصرين والاتفاق حول مرحلة انتقالية شكلت إكبر العقبات التي قد تعصف بتفاؤل المبعوث الأممي إلى سوريا. ويدرك دي ميستورا ذلك جيدا بدليل أنه فشل في التقريب بين مواقف الجانبين رغم مساعيه الحثيثة لتحقيق ذلك بما يؤكد أن الخلافات جوهرية وزادها تعقيدا تجاذبات مواقف القوى الكبرى والدول الإقليمية التي تضغط على هذا الطرف أو ذاك من أجل المحافظة على مصالحها وكان ذلك سببا مباشرا في طول مدة الحرب دون أفق لإنهائها.