بعد التطورات التي عرفها الوضع العسكري في سوريا
دي ميستورا يعترف باستحالة استئناف مفاوضات جنيف
- 762
تبخرت آمال السوريين بامكانية توصل أطراف الحرب في بلدهم الى اتفاق لوقف إطلاق النار كان مقررا أن يسري مفعوله أمس الجمعة بعد أن فشل الفرقاء منذ ندوة مدينة ميونيخ الألمانية الأسبوع الماضي إقرار هدنة تمهيدا لمفاوضات غير مباشرة حدد لها يوم الخميس القادم موعدا لاستئنافها. واعترف ستافان دي ميستورا المبعوث الاممي الى سوريا ان استئناف المفاوضات غير المباشرة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة يوم الخميس القادم يبقى أمرا غير عقلاني في تلميح الى المستجدات التي عرفها الوضع في سوريا والتطورات في مواقف الدول المعنية بها.
وقال إنه لا يمكنني من وجهة نظر عقلانية توجيه دعوات لأطراف المفاوضات للحضور الى جنيف في التاريخ السابق الذكر بمبرر أن الأمر يستدعي عشرة أيام كاملة لتوجيه الدعوات وتحضير المفاوضات. وقال إن المفاوضات لا يمكن أن تكلل بالنجاح إلا إذا تمكنا من إيصال المساعدات الإنسانية وإقناع الفرقاء بوقف لإطلاق النار في هذا البلد. وأمام استحالة استئناف المفاوضات ينتظر أن يقدم المبعوث الاممي الى سوريا تقريرا مفصلا مساء الاربعاء القادم أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي يضمنه نتائج مساعيه المبذولة لإقناع الأطراف السورية والقوى الأجنبية بوقف الحرب تمهيدا لمفاوضات أكثر جدية.
وانهارت نتائج محادثات مدينة ميونيخ الألمانية الأسبوع الماضي حول سوريا والتي أقرت وقفا لإطلاق الذي يبدو انه أصبح مستحيلا في ظل التطورات التي عرفتها الحدود السورية-التركية بعد إقدام القوات التركية على قصف مواقع الحزب الوطني الديمقراطي الكردي السوري وجناحه العسكري بقناعة انه تنظيم إرهابي. وصب مثل هذا الموقف الزيت على نار الحرب في سوريا وباعد بين مواقف الفرقاء الدوليين بعد أن دعت السلطات التركية حلفاءها بتدخل عسكري بري في هذا البلد ضمن موقف عارضته روسيا وإيران وحذرتا من عواقبه الوخيمة ليس على الوضع في سوريا ولكن على كل المنطقة.
وهو ما جعل دي ميستورا يتهم تركيا بتعقيد الموقف على ارض المعركة بسبب إصرارها على قصف مواقع وحدات حماية الشعب الكردي الجناح المسلح للحزب الديمقراطي الكردي السوري. وأضاف انه يتعين على الأمريكيين والروس الدخول في مفاوضات جادة لوضع آليات لوقف إطلاق النار الى غاية منتصف الأسبوع. والتقى دبلوماسيون وعسكريون عن البلدين أمس بمدينة جنيف وحضره دي مسيتورا لبحث هذه المعضلة بهدف التحضير لندوة دولية جديدة لمجموعة أصدقاء سوريا وإصدار مقترحات سيتم عرضها على ممثلي دول أصدقاء سوريا الذي يتعين تحديد موعد لالتئامها.