قمة الاتحاد الإفريقي السادسة والعشرين
رهان حل أزمات الدول الأعضاء يطغى على المناقشات
- 679
تختتم، اليوم، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قمة الاتحاد الإفريقي السادسة والعشرين بعد يومين من الأشغال تم خلالها بحث العديد من قضايا الراهن الإفريقي وخاصة النزاعات التي تعصف بالكثير من دولها وسبل حلها بالطرق الدبلوماسية. وحتى وإن كانت أشغال القمة مخصصة لبحث وضعية حقوق الإنسان في كثير من بلدان القارة إلا أن الأزمات الحادة التي تعصف ببعضها حتم على قادة الدول الخمسين المشاركين بحثها ضمن مساعي متعددة الأطراف من أجل تسويتها بعيدا عن لغة السلاح. وهو ما جعل الأزمة السياسية في دولة بوروندي والحرب الأهلية المتأججة في دولة جنوب السودان منذ عامين بالإضافة الوضع في ليبيا وكذا تنامي الأعمال الإرهابية في دول منطقة الساحل تكون من بين أهم القضايا التي حظيت بنقاش واسع من قبل الرؤساء ورؤساء الحكومات الأفارقة المشاركين. وعادت مسألة إرسال قوة افريقية لحفظ السلام إلى دولة بوروندي لتلقي بظلالها على أشغال قمة الاتحاد التي انطلقت منتصف نهار أمس بعد أن استحال على مجلس السلم والأمن الإفريقي من التوصل الى إجماع بخصوص إرسال 5 آلاف عسكري لإحلال السلم في هذا البلد الذي يسير منذ ربيع العام الماضي باتجاه حرب أهلية.
وفشل الاتحاد الإفريقي في هذه المهمة التي تقرر إرسالها شهر ديسمبر الماضي بعد أن أبدت سلطات دولة بوروندي معارضة شرسة لمثل هذه الفكرة. وهو الموقف الذي أكد عليه وزير خارجية هذا البلد ألان إيمي نيامتوي بعد انتهاء الاجتماع الذي جدد معارضة الرئيس البوروندي بيار نكورونزيزا إرسال بعثة الإفريقية للوقاية والحماية في بوروندي وقال إننا لن نقبل بهذه القوة مهما كانت المبررات. وأصرت السلطات البوروندية على موقفها الرافض لهذه الفكرة رغم التأييد الذي لاقته من طرف الأمين العام الاممي بان كي مون الذي أكد أمام المشاركين أمس تأييده لخيار نشر ملاحظين في مجال حقوق الإنسان وبعثة للحماية والوقاية في هذا البلد الذي يمر بأعقد أزمة سياسية وأمنية اندلعت شهر أفريل الماضي عندما أصر الرئيس نكورونزيزا الترشح لعهدة رئاسية ثالثة رغم رفض أحزاب المعارضة لذلك.
كما أن تنامي نشاط مختلف التنظيمات الإرهابية في عدد من دول الساحل شكل اكبر معضلة تطرح أمام القادة الأفارقة وخاصة ما تعلق بالتصدي لها من خلال سن استراتجيات وخطط عسكرية مشتركة للقضاء على عناصر جماعة "بوكو ـ حرام" التي أصبحت تهدد دول منطقة بحرة التشاد بالإضافة الى تنامي خطر تنظيم "داعش" في ليبيا واحتمال إقامته تنسيقا إرهابيا مع جماعة "بوكو ـ حرام" بالإضافة الى ما تعرفه دولة مالي من عمليات إرهابية. وينتظر أن يخرج المشاركون أيضا من هذه القمة بتصور عملي لما يمكن القيام به لاحتواء الحرب الأهلية في دول جنوب السودان التي استحال على الفرقاء فيها تجسيد اتفاق السلام الموقع بينهما. وهو الواقع الذي أخرج الأمين العام الاممي من هدوئه المعهود بعد أن وجه انتقادات حادة باتجاه الرئيس سيلفا كير وغريمه رياك ماشار اللذان فشلا في تشكيل حكومة وحدة وطنية والشروع في مرحلة انتقالية وفق ما نص عليه الاتفاق الموقع بينهما شهر أوت الماضي. وهي المهمة التي ينتظر أن يضطلع الرئيس الدوري الجديد للاتحاد الإفريقي الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي خلف الرئيس الزيمبابوي روبيرت موغابي الذي اشرف على انطلاق أشغال هذه القمة تحت شعار "2016 سنة افريقية لحقوق الإنسان مع منح الأولوية لحقوق المرأة".