في ظل رفض "حماس" لـ" الإملاءات" الأمريكية
زيارة بلينكن الشرق أوسطية فرصة جديدة لوقف إطلاق النار في غزة
- 1360
شرع وزير الخارجية الأمريكية، انطوني بلينكن، أمس، في جولة شرق أوسطية جديد أولى محطاتها إسرائيل تندرج في إطار محاولة أخرى من واشنطن، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذ صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
تعد هذه الزيارة التاسعة لكاتب الدولة الأمريكية إلى الشرق الأوسط منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع أكتوبر الماضي والذي خلف إلى غاية الآن حصيلة ضحايا أقل ما يقال عنها إنها جد دامية وثقيلة راح ضحيتها ما لا يقل عن 40 ألف شهيد و92 ألف جريح من أبناء الشعب الفلسطيني العزل.
وتتزامن هذه الزيارة مع جولة مفاوضات لوقف إطلاق النار تحت إشراف الولايات المتحدة منتظر عقدها هذا الأسبوع في العاصمة المصرية القاهرة التي تلعب إلى جانب الدوحة دور الوسيط لإنهاء حرب الإبادة الجماعية في غزة المتواصلة فصولها على مدار عشرة أشهر، ويتوقع من هذه الجولة أن تتوّج باتفاق ينهي الحرب الدموية في غزة ويفضي إلى صفقة لتبادل الأسرى.
وتنعقد هذه الجولة الجديدة من عملية التفاوض بعد الاجتماعات التي عقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين في الدوحة القطرية وتفاءلت خلالها الإدارة الأمريكية بقرب التوصل إلى اتفاق بعد أن طرحت مقترحات لسد الفجوات المتبقية تعتقد دول الوساطة بأنها قد تفلح في تقريب وجهتي نظر الطرفين.
ولكن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سامي أبو زهري، أكد أن التقارير التي تتحدث عن قرب التوصل إلى اتفاق كانت "ادعاءات خادعة"، وقال أبو زهري في تصريحات صحافية "الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم"، مؤكدا أن "الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق.. لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أمريكية".
واتهمت "حماس" رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بوضع شروط جديدة في محاولة لإفشال المفاوضات، حيث تريد الحركة أن يشمل اتفاق وقف إطلاق النار إنهاء الحرب، بينما تريد إسرائيل هدنة مؤقتة.
وتؤكد "حماس" رفضها للإملاءات الأمريكية التي تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وفق المصلحة الصهيونية، مشدّدة تمسكها بموقفها المبدئ من عملية التفاوض وبشروطها التي تؤكد انها مطالب شرعية للشعب الفلسطيني والمتمثلة أساسا في وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من كل القطاع وعودة النازحين وإدخال المساعدات وإعمار القطاع الذي دمرته آلة الحرب الصهيونية ومن ثم الحديث عن صفقة لتبادل الأسرى، وهو ما يطرح التساؤل ما إذا كانت زيارة بلينكن الجديدة ستنجح في ترسيم معالم اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار وإنهاء مأساة الغزيين التي طال أمدها.
واكتسبت مساعي التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مزيدا من الإلحاح والعجلة وسط مخاوف من تصعيد يلف المنطقة بأسرها في ظل وتوعد إيران بالثأر من إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران في 31 جويلية الماضي.