بعد حرب أهلية مدمرة في جنوب السودان

سالفا كير يدعو رياك ماشار لتشكيل حكومة وحدة وطنية

سالفا كير يدعو رياك ماشار لتشكيل حكومة وحدة وطنية
  • 647
ق. د ق. د

دعا رئيس جنوب السودان سالفا كير، أمس، غريمه السياسي رياك ماشار، إلى العاصمة جوبا لوضع ترتيبات تشكيل حكومة وحدة وطنية، بقناعة أن كل تأخير سيهدد فرص استعادة السلم المفقود في البلاد.

وجاءت الدعوة المستعجلة التي وجهها رئيس دولة جنوب السودان، لرفيق درب النضال قبل أن يتحول إلى أكبر معارض له، تطبيقا لبنود اتفاق السلام الموقّع بينهما شهر سبتمبر الماضي، والذي حدد تاريخ 12 ماي القادم، كموعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي حربا أهلية مدمرة دخلها هذا البلد نهاية سنة 2013.

وأصر الرئيس سالفا كير، على ضرورة حضور مشار، إلى العاصمة جوبا رغم أن هذا الأخير سبق أن طالب بتأجيل هذا الموعد إلى غاية شهر نوفمبر القادم، بقناعة أن الظروف الأمنية السائدة في البلاد لا تسمح بعودته لشغل منصب نائب الرئيس، وهو نفس المنصب الذي كان يشغله قبل أن تتوتر العلاقة بينه وبين الرئيس كير.

ولكن هذا الأخير ألح على صديقه السابق بالعودة من الخرطوم التي لجأ إليها، وقال إن الوقت لم يفت وأن عودة ماشار، إلى البلاد أصبحت ملحة للعمل سويا من أجل التوصل في أقرب وقت ممكن إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، مضيفا أن مصلحة البلد وشعبها أولى من مخاوفنا وأحقادنا ومصالحنا الشخصية.

وجاءت هذه الدعوة غداة لقاء جمع الرجلين بالعاصمة الإيطالية، حيث التقيا بالبابا فرانسوا الذي عبّر لهما عن أمله في أن تتوقف المواجهات الدامية، وأن يحترم اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين الرجلين، قبل أن ينحني ويقبل رجليهما في تصرف ترك أثره على نفسيهما وجعلهما يلبيان دعوته بتحقيق المصالحة في دولة جنوب السودان.

يذكر أن ماشار، غادر البلاد في 2016 فرارا من عمليات الملاحقة من طرف قوات الرئيس سالفا كير، مباشرة بعد فشلهما في التوصل إلى اتفاق سلام، وكان ذلك سببا في اندلاع أعنف حرب أهلية في آخر دولة مستقلة في إفريقيا، بعد حرب ضد السلطات السودانية في الخرطوم استمرت 22 عاما، حيث استقلت سنة 2011، ولكن ما لبث الاستقلال أن تحول إلى كابوس بسبب صراعات شخصية على السلطة بين رفيقي درب حرب الاستقلال خلّفت آلاف القتلى والنازحين واللاجئين.