تعامل مجلس الأمن الدولي مع القضية
سيدي محمد عمار يفضح الانزلاقات
- 1558
أكد سيدي محمد عمار ممثل جبهة البوليزاريو الدائم لدى الأمم المتحدة، على ضرورة استئناف المفاوضات المباشرة لحل النزاع في الصحراء الغربية بهدف التوصل إلى تسوية نهائية تضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير.
وحذر الدبلوماسي الصحراوي، في هذا السياق من حالة الجمود التي تعرفها عملية التسوية ومحاولات فرض الأمر الواقع التي تسمح بإطالة أمد النزاع ومعاناة الصحراويين. وقال إن استمرار عملية التسوية التي تشرف عليها الأمم المتحدة "بصيغتها الحالية وغياب إرادة حقيقية لدى مجلس الأمن لإنهاء النزاع أفقد الشعب الصحراوي كل ثقة في العملية السياسية.
وأضاف أن "من بين الأسباب التي من شأنها أن تزيد من تفاقم الوضع هو غياب مبادرات من الجهات المعنية لدفع العملية إلى الأمام، وهو ما يخدم رغبة المغرب، الذي يريد اللعب بورقة الوقت لإطالة أمد النزاع ومعاناة الشعب الصحراوي، على أمل أن يقبل المجتمع الدولي ويعترف بالاحتلال غير المشروع، وضم أجزاء من الصحراء الغربية.
وشدد الممثل الصحراوي لدى الأمم المتحدة على أن المفاوضات المباشرة بين الطرفين "ضرورية لحل النزاع، إلا أن مطالبة المجلس الطرفين، بالعمل نحو تحقيق حل سياسي متفق عليه، يبقى من وجهة نظر واقعية يتعارض مع حق تقرير المصير نفسه الذي يجب أن يمارسه الشعب المعني بتصفية الاستعمار".
وأضاف أن "المالك الحصري للحق في تقرير المصير، يبقى الشعب الصحراوي الذي ينبغي أن يمارس حقه بطريقة حرة ومباشرة وديمقراطية، وفقا للمعايير والممارسات الدولية، بدلا من هذه المقاربة المتناقضة مع مبدا تقرير المصير التي أدت إلى المأزق الذي يواجه حاليا عملية السلام التابعة للأمم المتحدة".
ولفت سيدي محمد عمار إلى أن تتبع مسار عملية السلام الأممية منذ سنة 1991 "يتأكد أنها تعرضت لانزلاقات وتحولات جذرية أثناء تطبيقها مما أوصلها إلى طريق مسدود، "فمن دعم مجلس الأمن الواضح لحل قائم على استفتاء تقرير المصير الذي اتفق عليه الطرفان سنة 1988 ووافق عليه مجلس الأمن نفسه، انتقل هذا الأخير إلى الدعوة إلى حل سياسي مقبول من الطرفين من شأنه أن يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره"، ومنذ أفريل عام 2018 ، إلى " تشديد على حل سياسي واقعي وعملي ودائم يقوم على التوافق".
وفي "ظل الجمود ومحاولات فرض الأمر الواقع، وقبول بعض الأطراف بالوضع الراهن كذريعة لعدم القيام بأي شيء أو اتخاذ موقف في هذا الاتجاه"، شدد ممثل جبهة البوليزاريو على أن الشعب الصحراوي "لن يقبل أبدا بهذا الوضع المرفوض تحت أي مبرر كان، كما عبر عن ذلك في العديد من الأحداث والمناسبات، ولا جبهة البوليزاريو التي أكدت ذلك عشية مصادقة مجلس الأمن على قراره "2494" في 30 أكتوبر 2019 وفي رسالة الرئيس إبراهيم غالي إلى الأمين العام الأمم المتحدة".
وقال إن استمرار قضية الصحراء الغربية دون حل "يعود إلى نظرة الأطراف المتورطة وذات المصالح التي تعتقد أن النزاع لا يمس بمصالحها حتى في ظل استمراره مما جعله يحذر من أن الوضع الراهن خطير وغير مستدام واختبار صبر الصحراويين أو اعتباره أمرا مفروغا منه، خطأ وسوء تقدير لموقف غير مضمون.