توعّد بعملية "قوية جد" ضد حزب الله

شمال فلسطين .. جبهة ساخنة تزيد من متاعب نتنياهو

شمال فلسطين .. جبهة ساخنة تزيد من متاعب نتنياهو
  • 1244
ص. محمديوة ص. محمديوة

هل سيفتح الاحتلال الصهيوني جبهة مواجهة أخرى شمال فلسطين المحتل عبر الحدود مع لبنان بما يساهم في توسيع رقعة الحرب الدامية التي يشنها الكيان الصهيوني منذ ثماني أشهر كاملة على قطاع غزة، وخلّفت لحد الآن حصيلة جد ثقيلة تخطت عتبة 36 ألف شهيد.

مثل هذا السؤال يطرح بعد أن راح رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يتوعد أمس لبنان بعملية عسكرية "قوية جدا" عبر المناطق الحدودية التي تشهد يوميا تبادلا لإطلاق النار بين حزب الله وقوات الاحتلال أسفرت في كثير من المرات عن سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى، وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها خلال زيارته أمس المنطقة الحدودية القريبة من لبنان "تحن مستعدون لعملية جد مكثفة في الشمال، بحيث بطريقة أو بأخرى سنعمل على إرساء الأمن"

من جهتها أفادت "هيئة البث الإسرائيلية"، أمس، أن الجيش ينتظر قرارا من الحكومة لجعل المواجهة مع حزب الله في لبنان "ساحة لحرب رئيسية" تشمل عملية برية وتحويل الحرب على قطاع غزة إلى "ساحة معارك ثانوية".

كما أفادت تقارير إعلامية عبرية بأن حكومة نتنياهو ستسمح باستدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي استعدادا للتصعيد في جبهة لبنان، مشيرة إلى أن التقدير في إسرائيل هو أن حربا مع حزب الله قد تندلع في الأسابيع المقبلة.

ومعنى اندلاع حرب مع حزب الله هو أن تأخذ الحرب الدموية التي يشنها الاحتلال منذ السابع أكتوبر الماضي على قطاع غزة أبعادا من شأنها أن تزيد في تعزيز مؤشرات التصعيد في المنطقة ضمن سيناريو عبر المجتمع الدولي عن مخاوفه من حدوثه وما يمكن أن يترتب عنه من عواقب وخيمة على أمن واستقرار كل الشرق الأوسط.

كما يعني ذلك تحويل الجبهة الشمالية إلى ساحة المواجهة الرئيسية، بينما يصبح قطاع غزة ساحة معارك ثانوية، في وقت لا يزال فيه 124 أسير إسرائيلي في يد المقاومة بين أحياء وأموات، حيث تقول إسرائيل إنها لن توقف حربها في قطاع غزة إلا بعد استرجاع هؤلاء.

وهو ما يطرح التساؤل حول جدوى المساعي الدولية الرامية لإيقاف شلال الدم في غزة بينما يسعى نتنياهو ومن يضغطون عليه في حكومته من اليمين المتطرف أمثال سموتريش وبن غفير لتفجير الوضع  في الجبهة الشمالية بدعوى إعادة الأمن والاستقرار إلى شمال فلسطين المحتلة الذي كان يحتله آلاف المستوطنين الذين اضطروا للفرار بعد عملية "طوفان الأقصى".

وفي رده على الوعيد الصهيوني، أكد حزب الله الذي يواصل قصف الشمال الفلسطيني المحتل، جاهزيته إذا أرادت إسرائيل خوض مقامرة أخرى والدخول في حرب مع لبنان، وقال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسمن في تصريح إعلامي إن حزبه جاهز لخوض الحرب مع إسرائيل إذا أرادت شنّ حرب شاملة على لبنان، مضيفا أن أي توسع إسرائيلي في الحرب على لبنان سيقابله خراب ودمار وتهجير في إسرائيل.

ودخل حزب الله على خط المواجهة منذ الأسابيع الأولى لبدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث لم يتوقف في إطلاق الصواريخ والقذائف التي ألحقت خسائر في صفوف قوات الاحتلال وقواعده العسكرية والتي كان آخرها قصفه قيادة كتيبة ليمان ومواقع الرمثا وزبدين و‏الناقورة ‏البحري وثكنة راميم ونعى مقاتلا قضى في الغارة التي استهدفت الناقورة.

وتسبّبت صواريخه في الفترة الأخيرة في أشغال حرائق غابات بما زاد من غضب الشارع الاسرائيلي الذي أبدى غضبه من فشل حكومة نتنياهو في التعامل مع توسع تلك الحرائق.

وفي الوقت الذي تتوعد فيه إسرائيل بحرب ضد لبنان، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أمس، أن جيش الاحتلال  استخدم ذخائر الفوسفور الأبيض ضد ما لا يقل عن 17 بلدة بجنوبي لبنان منذ أكتوبر الماضي في وضع يعرض حياة المدنيين للخطر ويساهم في تهجيرهم.

وتحقّقت المنظمة من استخدام القوات الصهيونية ذخائر الفوسفور في البلدات اللبنانية 17 خمس منها استُخدمت فيها الذخائر المتفجرة جوا بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة، ونقلت عن رئيس بلدية البستان إن شخصين من البلدة نُقلا إلى مستشفى جراء اختناقهما بسبب استنشاق دخان الفوسفور الأبيض عقب هجوم في 15 أكتوبر الماضي.