فضحت أسبوعية ”دير شبيغل” الألمانية إسرائيل بالتجسس على المكالمات الهاتفية التي أجراها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، خلال المفاوضات التي أجراها مع السلطة الفلسطينية العام الماضي.ونقلت مصادر استخباراتية سرية للمجلة الألمانية أن جون كيري، الذي أجرى اتصالات مع عدد من المسؤولين في دول منطقة الشرق الأوسط خلال المفاوضات التي فشلت شهر أفريل الماضي، في التوصل الى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ضمن المهلة التي حددتها الولايات المتحدة للجانبين من اجل التوصل الى تفاهمات حول قضايا الوضع النهائي.
وأكدت دير شبيغل، أن إسرائيل تنصتت على كل المكالمات التي أجراها وزير الخارجية الامريكي، سواء عبر الخطوط الهاتفية الأكثر تأمينا أو عبر الهواتف الخلوية العادية التي يسهل التنصت عليها.وأضاف المصدر أن الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعمل تلك الاتصالات خلال التفاوض مع كيري، وتمكن من التأثير على سيرها بالكيفية التي أراد ووفق خطة تفاوضية تم اعتمادها انطلاقا من مضمون تلك المكالمات.
وإذا كانت كتابة الخارجية الأمريكية، التزمت الصمت إزاء هذه المعلومات فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا تحدث كيري في قضايا حساسة ذات علاقة بأعقد صراع في العالم عبر هواتف خلوية عادية مع علمه المسبق بوجود أجهزة استخبارات تترصد تحركاته وكل اتصالاته وكان يتعين عليه أن يحتاط لذلك.
ولا يستبعد أن تكون تلك المعلومات التي التقطها جواسيس جهاز الموساد الإسرائيلي هي التي جعلت المفاوضين الإسرائيليين يفاوضون من موقع قوة وفي ملعب الطرف الفلسطيني، وتمكنوا في النهاية من إفشال تلك المفاوضات وفق رغبتهم المبيتة منذ البداية.
وهو ما أكدته قرارات حكومة الاحتلال التي أعلنت عن مشاريع استيطانية ضخمة في الضفة الغربية، ورفضت بإصرار الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين في نفس الوقت الذي كان فيه جون كيري يواصل مساعيه من أجل إقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعودة الى الطاولة والاتفاق حول قضايا الوضع النهائي.      
وأكد مثل هذا التصرف أن إسرائيل لا تعترف بشيء اسمه الصداقة أو المصلحة المشتركة حتى مع الولايات المتحدة أكبر دولة حليفة لها والتي ما فتئ رئيسها باراك اوباما، يؤكد خلال الأيام الأخيرة أنه مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مادام يدخل في إطار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.