استشهاد ألف مواطن في شمال قطاع غزة المحاصر منذ 23 يوما

صدمة غوتيريس من حصيلة ضحايا آلة الاحتلال

صدمة غوتيريس من حصيلة ضحايا آلة الاحتلال
  • 425
ق. د ق. د

عبر الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، أمس، عن صدمته من الحصيلة المرعبة لضحايا المجازر المروعة التي تواصل آلة الدمار الصهيونية اقترافها في وضح النهار ضد المدنيين الفلسطينيين، خاصة في شمال قطاع غزة، حيث يواصل جيش الاحتلال حملته العسكرية الوحشية منذ الخامس أكتوبر الجاري.

قال الأمين العام الاممي، في بيان له، بأن "محنة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في شمال قطاع غزة لا تطاق"، مشيرا إلى "المدنيين المحاصرين تحت الأنقاض والمرضى والجرحى المحرومين من الرعاية الصحية المنقذة للحياة والأسر التي تفتقر إلى الغذاء والمأوى".
وكانت الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، جويس ميسويا، حذرت من أن "جميع سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت"، داعية إلى وقف فوري لما وصفته بـ"الاستخفاف الفاضح بالإنسانية الأساسية" من قبل القوات الصهيونية.
من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع شمال قطاع غزة "كارثي" في ضوء محاولات جيش الاحتلال الصهيوني إفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
وأوضح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي أن الهجمات الصهيونية المكثفة تستهدف أيضا المرافق الصحية التي قال إن "الوصول إليها محدود للغاية"، مشيرا إلى نقص الإمدادات الطبية الحيوية ومن حرمان السكان من "الرعاية المنقذة للحياة".
وقال غيبريسوس إنهم أبلغوا بأن انتهاء الحصار الصهيوني على مستشفى "كمال عدوان" جاء بـ "تكلفة باهظة"، مضيفا أنه بعد احتجاز الاحتلال الصهيوني 44 من الموظفين والرجال العاملين في المستشفى لم يتبق سوى الموظفات ومدير المستشفى وطبيب لرعاية ما يقرب من 200 مريض "يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة".
ولفت مسؤول الصحة العالمية إلى تعرض المنظومة الصحية في غزة لهجمات صهيونية منذ أكثر من عام واصفا ما تناقلته تقارير عن وضع المستشفيات والإمدادات الطبية في القطاع وما أصابها من أضرار وخسائر بـ "الأمر المفجع" بعد أن أكد أن الطريقة الوحيدة لضمان أمن ما تبقى من منشآت صحية في غزة هي وقف عاجل وغير مشروط لإطلاق النار. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال انسحبت من مستشفى "كمال عدوان" شمال غزة مخلفة شهداء وجرحى ودمارا واسعا داخله وخارجه بعد اقتحامه يوم الجمعة.

وأفادت السلطات الصحية في غزة، أمس، باستشهاد ألف مواطن في شمال القطاع المحاصر منذ 23 يوما، مشيرة إلى أنها تجهل مصير 30 شخصا من الإطارات الطبية التي اعتقلها جيش الاحتلال من مستشفى "كمال عدوان". وحمّل المتحدث باسم الوزارة، خليل الدقران، الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن حياة الطواقم الطبية التي اعتقلها من مستشفى "كمال عدوان"، مشيرا إلى أن الاحتلال أخرج المنظومة الصحة بالشمال عن العمل لاستهداف أكبر عدد من المواطنين. وشدّد الدقران على أن الوضع في شمال القطاع المحاصر صعب للغاية، مجدّدا مناشدته العالم بالتدخل الفوري لإنقاذ المواطنين بالشمال "قبل فوات الأوان".
واستشهد أكثر من 45 فلسطينياً وأصيب العشرات بجروح مختلفة وحروق في قصف للاحتلال الصهيوني منذ مساء أول أمس  وإلى غاية فجر أمس  إثر استهداف عدة منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وأدان المجلس الوطني الفلسطيني  المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في بيت لاهيا والتي استهدفت عائلات بأكملها بما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من بينهم أطفال ونساء. وقال إن "حجم المأساة الإنسانية في غزة كبير في ظل تعطيل العدالة الدولية وغياب الضمير الإنساني وتغييب القانون الدولي". وأكد أن هذه الجرائم كشفت الهدف الحقيقي والنوايا المبيتة "التي تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني وتفريغ الأرض من أجل بناء مستوطنات" في أمر يتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع.
وتتعرض محافظة شمال قطاع غزة لإبادة وتطهير عرقي لليوم 23 على التوالي على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني التي تواصل منذ الخامس أكتوبر الجاري اجتياحها البري وقصفها العنيف لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعيها لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
وأعلنت السلطات الصحية الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع أكتوبر من العام الماضي إلى 42 ألف و924 شهيد و100 ألف و833 مصاب، مشيرة إلى أن آلاف الشهداء ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. 


 الخارجية الفلسطينية:

الفشل الدولي في وقف الإبادة ارتقاء لمستوى التواطؤ

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن التعايش مع مظاهر الإبادة للشعب الفلسطيني، والاكتفاء بتوصيف المجازر التي يعيشها المواطنون في غزّة، واتخاذ قرارات أممية لا تنفذ والتعامل مع الشهداء كأرقام "يرتقي لمستوى التواطؤ" مع الكيان الصهيوني الذي يستغل ذلك للإمعان في تنفيذ مخططاته وجرائمه.

ذكرت الوزارة الفلسطينية، في بيان صدر عنها، أمس، أنها "تكثف حراكها واتصالاتها مع مكونات المجتمع الدولي والدول كافة في ظل التصعيد الحاصل من مجازر الاحتلال الجماعية ضد المدنيين في غزّة عامة وفي شماله بشكل خاص، بما في ذلك جرائم التطهير العرقي والقصف الوحشي على المنازل والمدارس التي تؤوي النازحين والمستشفيات ومراكز توزيع المساعدات على شحها في تعميق غير مسبوق لجرائم الإبادة وفرض شبح الموت على جميع الفلسطينيين في قطاع غزّة".

وقالت الخارجية، إنها ترفع تقارير دورية موثقة عن مجازر الاحتلال وجرائم مستعمريه في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن الصمت الدولي أو الاكتفاء بوصف حالة الإبادة التي تسيطر على مشهد حياة الغزيين أو الاكتفاء بالمطالبات والمناشدات لحكومة الكيان الصهيوني لوقف عدوانه أو اتخاذ قرارات أممية لا تنفذ، والتعامل مع الشهداء كأرقام في إحصائيات أصبحت جميعها تشكل غطاء يستغله الكيان الصهيوني لـ«الإمعان في تنفيذ مخططاته وجرائمه لتحويل قطاع غزّة إلى مكان غير صالح للحياة البشرية، وتفريغه من سكانه في استخفاف غير مسبوق بالقوانين والقيم الدولية والإنسانية ومبادئه".   
وأكدت الخارجية الفلسطينية، على أن "الشعب الفلسطيني ليس فقط ضحية مستمرة للاحتلال إنما أيضا ضحية لازدواجية المعايير الدولية، والفشل الدولي في احترام وضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية".


بعد ارتقاء ثلاثة إعلاميين بنيران جيش الاحتلال

استشهاد 180 صحفي في غزّة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، أمس، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزّة إلى 180 صحفي وصحفية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزّة في السابع أكتوبر من العام الماضي.
وأكد المكتب اغتيال جيش الاحتلال لكل من الصحفي سائد رضوان، رئيس قسم الإعلام الرقمي في قناة الأقصى الفضائية وحمزة أبو سلمية، العامل مع وكالة "سند للأنباء" والصحفية حنين محمود بارود، من مؤسسة "القدس" الإعلامية.

وأدان المكتب الإعلامي الحكومي، بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين، وحمّله كامل المسؤولة عن ارتكاب هذه الجريمة النّكراء.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وذات العلاقة بالعمل الصحفي في العالم، إلى ردع الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة، والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف جريمة قتل واغتيال الصحفيين الفلسطينيين.