فظائع الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان
صور مسربة لتخفيف وقع الصدمة
- 1000
أكدت 198 صورة التي نشرها البنتاغون الأمريكي على موقعه الإلكتروني فظاعة التعذيب والاعتداءات الجنسية والنفسية التي اقترفها جنود الاحتلال الأمريكي ضد سجناء عراقيين وأفغان. وكشفت تلك الصور بشاعة التعذيب الذي تعرض له مئات المعتقلين العراقيين والأفغان على أيدي جنود الاحتلال الأمريكي لمجرد الاشتباه فيهم بعلاقتهم مع المقاومة العراقية الرافضة للاحتلال الأمريكي أو كونهم من عناصر حركة طالبان المتمردة ضد النظام الأفغاني في كابول. وجاء نشر هذه الصور ليؤكد التسريبات التي تناولتها عدة مصادر آنذاك حول تعرض عراقيين وأفغان لجلسات تعذيب رغم أن البنتاغون الأمريكي حينها حاول نفيها بدعوى أنها مجرد محاولات لتشويه صورة القوات الأمريكية في هذين البلدين.
ويتذكر الرأي العام الدولي الضجة الإعلامية التي خلفها نشر صور مسربة من سجن أبو غريب في العراق سنة 2004 لكلاب ألمانية وهي تنهش معتقلين مصفدي الأيدي والأرجل وبأجساد عارية أو تبول جنود على معتقلين آخرين ووضعيات تعذيب مورست على هؤلاء. وإذا كان البنتاغون قد نشر 198 صورة حول وحشية جنود الاحتلال الأمريكي، فإنه فضل التكتم على أكثر من ألفي صورة أخرى بسبب فظاعتها وربما احتمال توريط مسؤولين عسكريين كبار بسببها وقد يحالون على المحكمة العسكرية. وقد اضطر البنتاغون إلى نشر هذه الصور تحت ضغط جمعية أمريكية مهتمة بالدفاع عن الحقوق المدنية للمواطنين الأمريكيين والتي دخلت في معركة قانونية مع السلطات الأمريكية من أجل إرغامها على نشر تلك الصور التي شوهت صورة الجندي الأمريكي ومعه دولة الولايات المتحدة. وتصر هذه الجمعية على التأكيد أن الذين مثلوا أمام المحكمة العسكرية ما هم في الواقع سوى مجرد كباش فداء، بينما تم التكتم على أسماء ضباط كبار كان يجب أن يمثلوا هم كذلك أمام العدالة العسكرية للاقتصاص منهم. وقال جمال جعفر، نائب رئيس هذه الجمعية إن الصور التي اختار البنتاغون نشرها يمكن أن تغلط الرأي العام حول حقيقة الانتهاكات المقترفة في حق المعتقلين العراقيين طيلة سنوات الاحتلال الأمريكي للعراق.
ومن جهتها، قالت نورين شاه، العضو في منظمة العفو الدولية "امنستي" إن الصور ما هي في الحقيقة سوى الجزء الظاهر من عمليات التعذيب التي مارستها الحكومة الأمريكية ولم تكن مجرد حالات معزولة ولكنها ممارسات ممنهجة ونفذت بأوامر فوقية وعلى أعلى مستويات المسؤولية في الحكومة الأمريكية آنذاك. ولكن ناطقا في البنتاغون نفى مثل هذه الاتهامات وأكد أن تحقيقا بخصوص بعض الصور أدى إلى إنزال عقوبة السجن مدى الحياة في حق أحد المتورطين في جلسات التعذيب دون أن يحدد هويته ولا رتبته في الجيش. ويتذكر العراقيون قبل غيرهم صورة المجندة الأمريكية، ليندي انغلاند التي كانت تستمتع بأخذ صور مع معتقلين عراقيين عراة في زنزانة في سجن أبو غريب سيئ السمعة والكلاب تنهش أجسادهم وحكم عليها بثلاث سنوات سجنا فقط.