لإنقاذ الهدنة من الانهيار في سوريا
ضغوط أمريكية ـ فرنسية على روسيا
- 874
وجدت السلطات الروسية نفسها تحت ضغوط دولية متزايدة من أجل إنقاذ اتفاق الهدنة في سوريا طالبتها فيه بإرغام دمشق على وقف ضرباتها الجوية ضد أهداف مدنية بمدينة حلب والتي خلفت مقتل مئات المدنيين السوريين. واعترف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس أن الوضع العسكري في سوريا أصبح خارج نطاق التحكم في تلميح واضح إلى احتمال انهيار اتفاق الهدنة الذي سمح بمباشرة فرقاء الحرب في هذا البلد مفاوضات غير مباشرة انتهت في جولتها الثالثة إلى نتيجة صفرية. وقال كيري بعد لقاء جمعه بالمبعوث الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس بمدينة جنيف أنه سيجري اتصالا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "للضغط من أجل العودة إلى اتفاق الهدنة بوقف الانزلاق العسكري الخطير الذي عرفته محافظة حلب بعد أن كثف الطيران الحربي السوري غاراته على أهداف قال أنها لتنظيم الدولة الإسلامية بينما أكدت المعارضة السورية أنها استهدفت المدنيين من أطفال ونساء وأطباء.
واستقطبت روسيا مثل هذا التركيز بحكم علاقاتها المتميزة مع النظام السوري وهو ما جعل المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا يغادر جنيف اليوم باتجاه العاصمة موسكو لإجراء مشاورات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في محاولة لإقناعه بالتحرك الفوري لإنقاذ اتفاق الهدنة من الانهيار. وجاءت زيارة دي ميستورا غداة تصريحات سابقة لوزير الخارجية الروسي الذي أكد أن محادثات جارية مع كل الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف المعارك بمدينة حلب التي عرفت عمليات قصف جوي خلف مقتل 250 شخصا منذ 22 أفريل الجاري من بينهم خمسون طفلا ضمن حصيلة جعلت وفد المعارضة يغادر قاعة مفاوضات جنيف احتجاجا على تدهور الوضع العسكري في سوريا متهما دمشق بسعيها لإنهاء العمل باتفاق الهدنة. وانضم وزير الخارجية الفرنسي جون مارك ايرو إلى حملة الضغط الأمريكية على روسيا عندما طالبها بالعاصمة المالية باماكو ،التدخل لدى الحكومة السورية لوقف غاراتها الجوية على مدينة حلب والعمل من أجل استئناف مفاوضات السلام في اقرب وقت ممكن في إشارة الى لقاءات جنيف التي توقفت بين وفدي الحكومة السورية والمعارضين لها.
وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسي أننا طالبنا من حلفائنا الأمريكيين ممارسة مزيد من الضغوط على موسكو لكي تتدخل من اجل دفع النظام السوري الى وقف عملياته العسكرية ضد سكان حلب وعدم تضييع الفرصة من اجل تكريس الهدنة وتمكين السكان المحاصرين من المساعدات الإنسانية الدولية. يذكر أن طرفي الحرب الأهلية في سوريا سبق وان توصلا نهاية شهر فيفري تحت ضغط دولي متزايد الى هدنة سمحت لهما فيما بعد بالدخول في مفاوضات غير مباشرة برعاية المبعوث الاممي الى سوريا ولكنها أوشكت على الانهيار بمجرد توقف هذه المفاوضات وقيام الطيران الحربي السوري بغارات على مدينة حلب التي وقعت أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. للإشارة أن واشنطن وموسكو تسعيان ضمن تحركات مشتركة من أجل إقناع أطراف الحرب الأهلية في سوريا بالعودة إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة ضمن جولة رابعة مع بداية الشهر الجاري. وهو ما يفسر اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أمس بمدينة جنيف بنظيره السعودي عادل الجبير الذي تباحث معه سبل إنقاذ الهدنة وعودة المتفاوضين إلى الطاولة مرة أخرى.