انطلاق الجمعية العامة الأممية في دورتها الواحدة والسبعين
طغيان الحروب والنزاعات والإرهاب في غياب حلول جذرية

- 600

يحضر قادة معظم دول العالم يوم غد إلى مقر الأمم المتحدة للمشاركة في أشغال الجمعية العامة الأممية في دورتها الواحدة والسبعين وهم يحملون في حقائبهم تصوراتهم لمستقبل العلاقات الدولية ومواقفهم من العديد من الأزمات وقضايا الراهن الدولي.
والمؤكد أن هذه الدورة ستكون صورة طبق الأصل لسابقاتها حيث سيعيد الجميع طرح إشكاليات الحروب المتأججة في هذا البلد وذاك وتنامي ظاهرة الإرهاب كنتيجة حتمية لبؤر التوتر المندلعة في مختلف مناطق العالم، محاولين تمرير مواقفهم بما يخدم مصالح بلدانهم.
وكما في السنوات الأخيرة ستكون الحروب المندلعة في سوريا وتداعياتها في كل منطقة الشرق الأوسط والحرب الأهلية في ليبيا وتوسع نطاق تواجد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي وتزايد مخاطره بمثابة نقطة التقاء في خطب الرؤساء الذين سيتعاقبون على منصة الخطابة في مقر الهيئة الأممية.
وإذا كان الجميع سيعمل على تشريح هذه الأزمات وتداعياتها ومعها توجيه الاتهامات لخصومه ولكنهم سيغادرون ولا أحد سيخرج بحل عملي ينهي حروبا تتم حينا بطريقة مباشرة وفي أحيان أخرى بالوكالة.
وكانت هذه الحروب سببا في حدوث أكبر أزمة لاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية بعد أن ركب مئات آلاف الفارين من هول الحرب في سوريا والعراق قوارب الموت باتجاه الدول الأوروبية ضمن أكبر أزمة إنسانية عجز العالم عن استيعابها وإيجاد حلول لها مما استدعى فرضها على جدول أعمال الجمعية العامة الأممية كنقطة ذات أولوية تنتظر الحل.
وجديد أشغال هذه الجمعية أنها ستكون آخر جمعية يحضرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومعه الأمين العام الأممي بان كي مون اللذان ستنتهي مهمتهما بحلول العام القادم وقد تركا المشهد السياسي العالمي بحروب مندلعة بالنسبة للأول وفشل في إطفاء فتيلها بالنسبة للثاني.
وكما وصل قادة دول العالم إلى نيويورك، فإنهم سيغادرونها عائدين إلى بلدانهم ولم يحققوا شيئا ضمن معطى يعكس تحول الأمم المتحدة إلى مجرد "عكاظ" سياسي عالمي سيستغله الأقوياء لتمرير تصوراتهم لسياسة دولية يريدون أن تسير وفق مصالحهم مستعملين في ذلك لغة التهديد بينما يكتفي ضعفاء العالم بحضور جلساتهما في ديكور يتكرر شهر سبتمبر من كل عام وعلى مدار أكثر من سبعة عقود بما يستدعي إصلاحها.
وهو المطلب الذي ستحمله العديد من الدول الصاعدة الراغبة في إصلاحات جذرية لمجلس الأمن الدولي، تأخذ بعين الاعتبار رغبتها في تولي مقاعد دائمة في هذه الهيئة ضمن مسعى لإنهاء هيمنة الخمسة الدائمين الذين تحكموا في صنع السياسة العالمية منذ ميلاد هذا المنتظم سنة 1945.
وتبقى هذه المهمة صعبة وشاقة بالنظر إلى تمسك الدول المنتصرة في الحرب الكونية الثانية بإرثها ومكاسب قهرها للنازية والفاشية.