وسط تعليق الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا
طوارئ في بلدان أوروبية بسبب ظهور سلالة ثانية من فيروس كورونا
- 725
لم يستفق العالم بعد من كابوس فيروس كورونا المستجد المستمر في التفشي منذ قرابة عام كامل عبر مختلف دول المعمورة، حتى تصاعدت التحذيرات من مخاطر تفشي سلالة جديدة من فيروس "سارس ـ كوف ـ 2" ظهرت في بريطانيا ويشتبه بأنها معدية أكثر من السلالة الأولى.
ورغم أن هذه السلالة الجديدة ظهرت منذ شهر سبتمبر الماضي، في العاصمة لندن ومقاطعة كنت جنوب شرق بريطانيا، غير أن حكومة بوريس جونسون، ولأسباب تتعلق لا محالة بالوضع الاقتصادي المتأثر من اجراءات الحجر الصحي الذي دام لشهور، فضلت التكتم على حقيقة هذه الوضعية الوبائية الجديدة بما تسبب في انتقال العدوى الى دول أوروبية أخرى بعد تسجيل تسع حالات في الدانمارك وحالة واحدة في كل من هولندا واستراليا. وهو ما دفع بعدة دول أوروبية الى فرض قيود على السفر من والى بريطانيا، بسبب ظهور هذه السلالة من بينها النرويج وهولندا وبلجيكا وإيطاليا والنمسا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وبلغاريا وفرنسا والسويد وتركيا والتشيك والدنمارك. وعقب إغلاق هذه الدول لحدودها أمام الوافدين من المملكة المتحدة على خلفية رصد هذه السلالة من الفيروس، أعلنت الحكومة البريطانية أمس، عن تنظيم اجتماع لخلايا الأزمة برئاسة رئيس الوزراء، لمناقشة الوضع خاصة استمرار تدفق السلع من المملكة المتحدة وإليها. ويأتي تنظيم اجتماع خلايا الأزمة غداة اعلان وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، عن احتمالية خضوع لندن للإغلاق لفترة قد تمتد شهورا، وهو الذي حذّر من أنه سيكون "صعبا جدا" إبقاء السلالة الجديدة الخطيرة من فيروس كورونا الجديد تحت السيطرة حتى تنفيذ التطعيمات.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اعلن قبل يومين عن نظام جديد للقيود من أربعة مستويات في لندن، وأجزاء أخرى من بريطانيا لمكافحة الارتفاع المقلق في الإصابات المرتبطة بالسلالة الخطيرة الجديدة من فيروس كورونا. وكان ذلك كافيا لإثارة غضب ايطاليا من التستر البريطاني على الوضعية الوبائية المستجدة في المملكة المتحدة، حيث قال مستشار وزير الصحة الايطالي، إنه "في ظل هذه الظروف سيكون من الصعب إعادة فتح المدارس في 7 جانفي المقبل، خاصة في ظل خطر حدوث زيادة جديدة في الإصابات خلال فترة الأعياد. واعتبر المسؤول الإيطالي، أن "وقف الرحلات إن تم تطبيقه من قبل دولة واحدة فقط فلن يكون ذا فعالية، بل يجب أن يشمل جميع أنحاء أوروبا"، رغم تأكيده على أن السلالة الجديدة لن تؤثر على اللقاح، لكنها تسبب تضاعف عدد الإصابات تقريبا. وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية، توصي كل الدول بتعزيز قدراتها على تحديد سلالات "فيروس سارس- كوف-2" حين يكون ذلك ممكنا وتقاسم المعلومات على الصعيد الدولي وخصوصا اذا تم تحديد الطفرات الاشكالية نفسها.
ودعت المنظمة الصحية، الدول الاوروبية الى "تعزيز القيود" على خلفية ظهور هذه السلالة الجديدة التي انتشرت حتى خارج بريطانيا. كما أوصتها بـ "توسيع قدراتها " على تحديد ماهية الفيروس الجديد، حيث قالت إنه "في أنحاء أوروبا حيث تنتقل العدوى بشدة وعلى نطاق واسع، يتعيّن على الدول مضاعفة قيودها وإجراءاتها الوقائية". وبينما تحدثت المنظمة عن "مؤشرات أولية تفيد بأن عدوى هذه السلالة قد تكون أكبر"، فضلا عن أنها "قد تؤثر في فاعلية بعض أساليب التشخيص"، أوضحت أنه "لا دليل على تبدل في خطورة المرض" رغم أن هذا الموضوع ما يزال موضع أبحاث، فيما أكد مستشارون علميون للحكومة البريطانية إنه "لا يوجد دليل علمي حتى الآن على أن السلالة الجديدة من الفيروس أشد فتكا أو أكثر خطورة من السلالة المعروفة أو أنها ستؤثر على فعالية اللقاحات التي يتم تطعيم السكان بها حاليا". ولأن ظهور هذه السلالة الجديدة من الفيروس القاتل جاء في ظل سباق محموم من دول ومخابر عالمية لتسويق لقاحاتها على أنها الأفضل لإنقاذ البشرية جمعاء من كابوس كورونا، فقد سارع رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميتريف، للتأكيد على أن لقاح "سبوتنيك V« الروسي فعال ضد سلالة فيروس كورونا الجديدة التي ظهرت في أوروبا قبل أيام. بل وأكد المسؤول الروسي، أن هذا اللقاح المبتكر "فعّال ضد السلالات الموجودة على الرغم من الطفرات السابقة".