انتقال التضامن من الشارع الغربي إلى نخبته
"طوفان طلابي" مؤيد لفلسطين يجتاح أرقى جامعات العالم
- 850
توسعت رقعة الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين والمندّدة بالعدوان الصهيوني على غزة عبر جامعات العالم لتشكل موجة من التضامن الطلابي غير مسبوقة، خاصة في عالم غربي لا طالما سيطرت عليه رواية صهيونية انفضح اليوم زيفها وبطلان ادعاءاتها في حق شعب فلسطيني أعزل، يطالب بحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة.
فمن قلب حرم جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، اندلعت في 17 أفريل الماضي الشرارة الأولى لانطلاق حراك الجامعات المتضامنة لفلسطين والذي أصبح البعض يسميه بـ “طوفان الجامعات” لما يمكن أن يشكله من نقطة تحوّل فاصلة في انتقال الدعم والتضامن مع فلسطين من الشارع إلى النخبة وتأثيرها مستقبلا على مواقف الحكومات والدول، خاصة تلك التي لا تزال تدعم الكيان الصهيوني في عدوانه الجائر على قطاع غزة.
ثم سرعان ما تحرك طلاب أرقى وأشهر جامعات العالم في باريس ولوزان مرورا ببرلين ومونتريال وصولا إلى ميكسيكو وسيدني، التي تعيش في الآونة الأخيرة على وقع مظاهرات واعتصامات تضغط على إدارات جامعاتها بضرورة وقف أي تعاون أو استثمار مع الجامعات الصهيونية وتطالب بوقف العدوان الجائر على قطاع غزة.
ووضع هذا الحراك الجامعي حكومات الدول الغربية التي تتغنى بحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان في مأزق حقيقي وهي التي راحت تعتمد على الحل أمني لاحتوائه من خلال الزج بقوات الأمن في مواجهة الطلبة بما أحدث شرحا في صورة الديمقراطية التي تتغنى بها هذه الدول.
ففي الولايات المتحدة تم اعتقال ما لا يقل عن ألفي طالب في المظاهرات والاعتصامات التي نظمها الطلبة المتضامنون مع غزة في عديد الجامعات الأمريكية. ولم يختلف الأمر كثيرا في فرنسا التي لحقت جامعاتها بحراك الطلبة انطلاقا من كلية باريس للعلوم سياسية التي شهدت اعتصاما لعشرات الطلبة بما دفع بالشرطة للتدخل لفض تلك الاعتصامات الداعمة لفلسطين والمناهضة للاحتلال الصهيوني.
وفي ألمانيا تدخلت الشرطة، أول أمس، لإخلاء متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين تجمعوا أمام جامعة هومبولت في برلين وسط العاصمة وقامت بطرد بعضهم بالقوة بعدما رفضوا حسب ما قالت الشرطة الالمانية الانتقال إلى موقع آخر للتظاهر. وانتقد عمدة برلين، كاي فيجنر، الاحتجاج الطلابي، حيث كتب على موقع "اكس" أن المدينة لا تريد "أوضاعا مثل الولايات المتحدة أو فرنسا". واحتل نحو مائة طالب مؤيد للفلسطينيين قاعة مدخل مبنى "جيوبوليس" في جامعة لوزان بسويسرا منذ مساء الخميس ومن المتوقع أن يستمر حتى يوم غد الاثنين، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري لإطلاق النار.
كما رسخت الحركة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين نفسها في عديد المدن الكندية بما في ذلك فانكوفر وأوتاوا وتورنتو ومونتريال، حيث بدأ إنشاء أول وأكبر معسكر بجامعة "ماكجيل" المرموقة في مونتريال في 27 أفريل الماضي وتوسع أكثر.
وبسبب التهديد بتفكيكه من قبل الشرطة، حصن مئات المتظاهرين معسكرهم في الأيام الأخيرة ويقولون إنهم مصمّمون على احتلال المبنى طالما كان ذلك ضروريا، حتى تقطع "ماكجيل" جميع العلاقات المالية أو الأكاديمية مع إسرائيل.
وفي جامعة سيدني، اجتمع، أول أمس، مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والمؤيدين لإسرائيل وجها لوجه، حيث أنه وعلى الرغم من بعض الخلافات المتوترة، إلا أن التجمعين ظلا سلميين ولم تتدخل الشرطة.
كما اعتصم عشرات الطلاب داخل الجامعة الوطنية المستقلة في عاصمة المكسيك تضامنا مع فلسطين ورفضا للعدوان على غزة وطالبوا على وجه الخصوص من الحكومة المكسيكية قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.